خريف ساخن مترافق مع فراغ رئاسي ... في إنتظار التسوية

Doc-P-977444-637951928290395751

درجت العادة مع إنتهاء ولاية اي رئيس للجمهورية في لبنان، ان يسيطر الفراغ الرئاسي الى امد بعيد، في ظل صراعات الافرقاء السياسيين، وإنتظار التوافق الخارجي على إسم الرئيس ومن ثم الداخلي، فينتهي الاستحقاق على سلام والنتيجة معالم تسوية بأنامل خارجية، يبدأ التحضير لها قبل اشهر، نسبة الى المستجدات وظروف لبنان والتطورات الاقليمية . من هنا سيكون خريف لبنان ساخناً سياسياً في انتظار تلك التسوية، في ظل جهود يقوم بها ايضاً البطريرك بشارة الراعي للوصول الى خيار رئيس يرضى عنه الجميع، وقد أتت جهود سيّد بكركي بعد استشعار الكنيسة خطر الوقوع في الفراغ الرئاسي، في ظل العجز عن ايجاد آلية للتوافق في ذلك الوقت بين فريقيّ النزاع اللدودين، لذا يقوم الراعي بتقريب وجهات النظر بين كل القيادات السياسية، كي يكون على مسافة واحدة من الجميع، كونه أخذ على عاتقه مهمة توحيد الصف المسيحي، لكنه يصطدم بالبعض، ما يجعله امام مهمة صعبة هي حماية موقع الرئاسة الاولى من التهميش.

الى ذلك تشير مصادر سياسية مواكبة للاستحقاق الرئاسي المرتقب، الى أنّ الاتفاق النهائي على الاسم لم يتبلور بعد، وهنالك إهتمام لافت من قبل الفاتيكان، بعد ان دقّ البطريرك الراعي ناقوس الخطر، من خلال كلامه وتصريحاته ورسائله التي يوجهّها الى المعنيين في عواصم القرار لمساعدة لبنان، ناقلاً القلق على الموقع المسيحي الاول، ما من شأنه إلحاق الضرر الاكبر بالمسيحيين اولاً، وبالتوازن الميثاقي ثانياً، كما يشدّد دائماً في مواقفه على ضرورة ان يكون الرئيس صناعة لبنانية، بكل ما في الكلمة من معنى. في حين انّ الرئيس اللبناني المنتظر يشغل بال العالمين العربي والغربي، فيتم اختياره وفقاً لما تبغيه الدول القريبة.

وفي هذا السايق تبرز الهواجس والمخاوف في الكواليس السياسية، من تداعيات ما سيحمله الخريف في ظروف صعبة للغاية، حيث يجري اليوم التنبه من واقع مخيف بات مرتقباً ولا يستبعده معظم السياسيين، بغياب اي بادرة أمل لخاتمة ايجابية، اقله في المرحلة القريبة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: