خطاب المأزق

nasrallah hand

لم يكن خطاب الأمين العام لحزب الله موفّقاً ولم يُقنع حتى جمهوره، الذي أضاع الأهداف وهَجَم على اللبنانيين على مواقع التواصل الإجتماعي يميناً ويساراً.
هذا التضعضع نابع من ضياعهم بعد خطاب الأمين العام فقد ظهر خلال خطابه بمظهر المتحدّث الرسمي لإيران ومدافعاً مستميتاً عنها. وحاول المستحيل ليُلغي الصورة التي دأب، هو نفسه، خلال السنوات الأخيرة بالمُفاخرة والمجاهرة بتبعيّته لإيران وأنه موجود لتنفيذ رغبات المرشد الأعلى. إقتنع جمهورهه بالتبعيّة لولاية الفقيه وبأنهم ممثّلي الولاية في لبنان، وها هو اليوم ينفي هذه التبعيّة، فتضعضعوا دفاعاً عن تناقضات الأمين العام.
مرّ خلال الخطاب مرور الكرام على عمليّة إغتيال العاروري وكأنّ ما حصل لم يستهدف المسؤول العسكري الأول لحماس خارج غزّة. قلَّل من أهمية الحادث وكأنّه لم يحصل في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت مركز ثقل حزبه الأمني. حاول إبعاد النظر عن الخرق الكبير داخل بيئته الذي ظهر على أعلى المستويات. تناسى قوله ووعده أنّ أيّ إستهداف إسرائيلي لأيّ قياديّ من محور الممانعة هو بمثابة إعلان حرب. بقي الوعد على ورق كغيره من الوعود الفارغة.
حاول إظهار عجز إسرائيل وبشّرنا بنهايتها قريباً وبأن أعمال حزبه تردعها. ولكنّ إسرائيل المردوعة ومع نهاية الكلمة إغتالت المسؤول العسكري لحزب الله في منطقة الناقورة مع أربعة عناصر آخرين. كيف يردع إسرائيل وهي تقتل كل يومٍ شبابه وتقصف القرى اللبنانية بدون أيّ ردّ يُذكَر؟ كيف سيردع إسرائيل عن لبنان وهو لا يمكنه ردعها عن قُرَاه في الجنوب؟ هذا يُسائل قدرته ومصداقيته على الردع بالأخصّ لدى جمهوره.
أبرز ما لفت في كلمته هو إستعماله “المصالح اللبنانية الوطنية” ليبرّر لنفسه المبادرة بقصف إسرائيل بعد عمليّة ٧ أكتوبر وإنتهاكه القرار ١٧٠١، فلولا ضربه لإسرائيل ما كان لها حجّة لضرب لبنان. غيرته على “المصالح اللبنانية الوطنية” كبيرة، إذ نَصَّبَ نفسه وكيلاً عن الشعب اللبناني الذي عليه أن يقبل كل قراراته، التي حسب تصريحاته، تخدم مصلحة المرشد في إيران. ولكنه نَسيَ غيرته على اللبنانيين وعاد ليقرِّر عنهم فقال، إذا اعتدت إسرائيل سندخل الحرب من أجل المصلحة اللبنانية الوطنية. ولكن هل يعرف ما هي مصالح اللبنانيين؟ وهل سألهم يوماً رأيهم بأي مغامرة دخل فيها؟

في النهاية سؤال مشروع إذا كان مُتّفقاً مع العدو الإسرائيلي على قواعد إشتباكات فلماذا لا يثبّتها بشكلٍ دائم ويوقف المناوشات ويريح اللبنانيين ويحقن دماء شبابه؟ إذا كنت تستطيع التفاهم مع إسرائيل فأكمل للنهاية وأبعد عنّا كأس الحرب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: