صدر عن مكتب عضو تكتّل الجمهوريّة القويّة النّائب الياس الخوري:
دأبت بعض الأقلام المأجورة على الهبوب الموحل، في جولة هجوم معهودة على القوات اللبنانية، كلّما دعت مصلحة وطرأت حاجة، في محاولة ابتزاز رخيصة، تعتمدها النفوس المُتاجرة علّها تسترزق . والملفت أن خطابها يجري مع رياح الفريق الممانع بلهجة التخوين والطائفية، وهي تقيس نجاح العمل السياسي بجملة الخدمات ومفرّق الدفعات. فات البعض ان القوات اللبنانية لا تساق خلف ابتزاز، ولا تسعّر محبة واحترام اهلها بسعر سوق المدح والشتيمة، وحضورها الملفت على الساحة السياسية، عملاً بوكالة اهلها اللبنانيين وحرصاً على مصالحهم كمواطنين وكأهل، لا غبار عليه اليوم كما سابقاً، فمن يتابع يوميات النزال السياسي يدرك نشاط النواب القواتيين في متابعة مختلف القضايا الحياتية الطارئة يومياً على مساحة الوطن، من صون الحريات للجم الفساد وقطع طرق المحسوبيات والزبائنية، حتى الاستشفاء والطبابة والهموم المعيشية، في اطارها الحزبي المناطقي والسياسي الوطني.
أما بعد، ومع استفحال الانقسام في النسيج الوطني، بين سيادي موالٍ للدولة والقانون، وبين الخارج عن منطق سيادة الدولة والقانون، وبعد أن اخذت طرابلس موقفها السيادي الناصع في الانتخابات النيابية، يأتي من يفرّط بإرادة أبنائها ويصطاد في مياه التفرقة العكرة التي لطالما خدمت الممانعة في تمرير الفساد مرور الكرام بينما يشتّت المأجورون العباد في دوّامة التعصّب. لقد تخطّى اللبنانيون بعقلانية وارادة كبيرتين خطوط الخوف من الآخر في الاستحقاق الانتخابي الأخير، ولم تلقَ أصداء اللهجة الطائفية والتخوين والعمالة آذاناً لبنانية صاغية، وتتوجّت في طرابلس سيادية أبنائها، غالبةً خبث البعض وحقد البعض الآخر. فما الفائدة من تعويم خطاب متهالك واضح المصبّ والمأرب؟ أفي زمن الصوم، يأتي من يدسّ أرغفة الطائفية على موائد الفقراء، حتى لا يكون لهم خيار بين التعب والخوف؟
نزعة المأجورين "الممانعجية" التي لفظتها طرابلس لفظاً مبيناً في الانتخابات، واتهامات القوات اللبنانية ورئيسها بخراب البلد، هي مهزلة وتعامٍ وصنف من الخبث الغبي، الذي يترك احزاب المخدرات والفساد والسلاح التي فتكت بطرابلس وأبنائها، ويلاحق آخر معاقل السيادة الوطنية، لا لشيء سوى لخوف ذليل من حقيقة أن شعب طرابلس لفظهم، وسيعيد الصفعة عند كل استحقاق، وبأن خطاب القوات السيادي هو لسان حال اهل طرابلس كما معظم اللبنانيين. واذا كان لا بد من انحياز محقّ، فليكن بوجه الفريق الذي عاث خراباً وارهاباً وفساداً وآفات، من تفجيرات ضربت قلب طرابلس، وما زالت حاضرة راسخة بالاذهان كلما امّت مساجد التقوى والسلام، الى مخدّرات فتكت الشباب والعائلات.
لم تطلق القوات وعوداً فضفاضة، بل أن وعدها الوحيد والاكيد هو بوطنٍ يحفظ كرامة ابنائه، وبدولة تحترم الدستور وتفرضه، وهذا مسار نضال افتتحته القوات منذ عقود وتثابر فيه حتى الساعة وإلى الفرج القريب. كما لم تكذب القوات اللبنانية حين قالت "بدنا وفينا"، فهي حقاً استطاعت خرق الخوف، وفعلت الواجب. القوات في طرابلس بين أهلها، وما تفعله، خاصةً في شهر صيام مبارك، فبإحترامٍ وتقية، لأنها لا تعتمد الدعايات سبلاً جماهرية. صرخات شعبها مسموعة، وهي تقوم بواجبها مع اهلها، ولا تردّ طلب مساعدة عينية، استشفائية او غذائية، لأنها من بديهيات العيش الكريم، وهي حقّ وواجب. اما مفهوم الخدمات السياسية، كاستئجار اقلام وضمائر وذمم، فلم تعتمده القوات يوماً وما نزلت لدرك الفساد الاخلاقي الذي يزخر به من يؤجج الفتن.
اما التصويب على شخص نائب القوات في طرابلس، الياس الخوري، الذي لا يكلّ ولا يهدأ في خدمة منطقته انطلاقاً من عمله التشريعي اولاً وضمن الكتلة النيابية القواتية التي تحمل هموم وملفات طرابلس الى المجلس النيابي، من باب مقارنة سنوات استهتار واستغلال لغنى وتنوّع طرابلس، بمسار تصحيح بنيوي يقتضي اولاً حلحلة المسائل والشجون الصغيرة توازياً مع المعركة السيادية السياسية، هو جهل أو تذاكٍ، لأن حاجة طرابلس لا يسدّها صدقات مهما كبرت، وعجزها عجز ارادي، بسبب انقسامٍ ما زال يروّج له البعض الخبيث، حتّى لا تنهض مدينة الافق من كبوتها. النائب الخوري يقوم بواجباته ودوره، بلا منية ولا دعايات وادّعاءات، هو الحاضر الاول في شدائد طرابلس، من مراكب الموت لتصدّع الابنية، للمعارك البلدية، وفيما يتلهّى البعض بدسّ التفرقة، يعمل النائب الخوري يومياً على رأب العلاقات في مختلف مرافق ومؤسسات العمل الخدماتي الطرابلسي، لأنه مدرك ان طرابلس تنهض بتكاتف الجهود وليس بنسفها، عسى بذلك يتّعظ المنظّرون والمتذاكون.