لمِن لا يعرف عدد الموارنة المقيمين في فلسطين والأراضي المحتلة، يمكن الجزم، على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية، أنه يقارب ١٢ ألف ماروني أتوا من لبنان وأقاموا في فلسطين منذ القرن الثالث عشر، وهم يتموضعون بشكل خاص في حيفا حيث مقر النيابة العامة البطريركية، كما في الناصرة وعكا والقدس وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية.ولمَن لا يعرف أيضاً، فإن من بين الموارنة المقيمين، هناك نحو ٢٥٠٠ ماروني ولبناني من طوائف أخرى قصدوا إسرائيل بين العامين ١٩٨٢ و٢٠٠٠ أي بعد إنسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، علماً بأن هذا العدد يتناقص سنة بعد أخرى بفعل الهجرة من إسرائيل الى دول أخرى تحت بند اللجوء السياسي، كما أن عدداً متواضعاً من العائلات عادت طوعاً الى لبنان في السنوات القليلة التي تلت الإنسحاب الإسرائيلي، وقد خضع الرجال منهم للتحقيق والسجن قبل أن يُسمح لهم بالعودة الى قراهم وبلداتهم للإستقرار فيها، أما ما حملته هذه العائلات من أموال فقد تمت مصادرته من قبل حزب الله، وهذا كان واحداً من شروط الحزب لعودة هؤلاء الى بلدهم.الأمانات، من أموال وأدوية، التي عاد بها راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة والأردن المطران موسى الحاج تشبه ما تمت مصادرته من اللبنانيين العائدين طوعاً من إسرائيل، فما المبرر لإتهام المطران الحاج ومن ورائه البطريركية المارونية بالعمالة ومخالفة قانون مقاطعة إسرائيل؟ ولماذا لم تتم مساءلة قيادة حزب الله عن مصادرة أموال مصدرها فلسطين المحتلة؟ الجواب معروف وهو في عهدة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي فهم الرسالة…
