دائرة الإعداد والتدريب تتذكر الشهيد: “من بعدي كلكم بشير الجميّل”

_121107166_ac994d76-2f38-4e1b-8ca0-76ea82516a14

في ذكرى اسشهاده، نشرت دائرة الإعداد والتدريب في جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية التالي:

سقط طابق مبنى متوسط الحجم في ذاك النهار المشؤوم؛ ارتقى بشير الجميّل شهيداً. حمل تراب الأشرفية جسده، كما حمل هو تراب كل لبنان في قلبه. أصغر رئيس للجمهورية اللبنانية وأكثرهم حماساً وعطاءً ومقدرة… ووضوح. رحل بشير إلى حيث النور والمنتهى، وإلى حيث يتروحن الإنسان على صورة خالقه، ويرد الجميل لمن تأنسن من أجله على الأرض.

هناك، في الفلك الأعلى، يتجاور بشير مع آلاف الشهداء. كلهم استشهدوا في سبيل قضية واحدة لم تمت على مرّ الزمن؛ القضية اللبنانية. هذا بطريرك أحرق جسده المماليك، وذاك راهب ذبح عنقه سيف الجهل، وآخر فلاح تجبّر عليه الإقطاع، وليس بأخير قائد ما عرف الهوان والذل، استشهد رغم فوزه بالسدّة الأولى، مفضِلاً متاعب النضال الحزبي والوطني على راحة القصور ومقاعدها المخملية.

بدأ بشير رحلته شاباً مغموراً. لم تغرّه أمجاد السلطة ولا أطباق العاج على طاولات البذخ وما يدور حولها من أحاديث كاذبة ومنمقة، بل لمعان سيوف الفرسان وبريق عيون كل مناضل وصرخاتهم المدوية. رجل ليس ككل الرجال، حمل دمه على كفه وطار بعيداً، يتفقد مقاتليه واحداً واحداً قرب دُشم الجبهات، ويقول لهم “من بعدي كل واحد منكم هو بشير”.

هذا وأكمل البيان قائلاً: نحن، في حزب القوات اللبنانية، لا ننسى شهداءنا، بل نستذكرهم. لا نتنكر لهم، بل نرفعهم. لا نخاف من حدث موتهم، بل نجلّه. لسنا من هواة الموت والسواد والعقائد المغلّفة بالحزن والدموع والثأر، ولا من أنصار الهرب عند المواجهة، بل من أنصار الحياة والفرح. ولكننا لسنا بالسذج كذلك، ولا يغيب عن بالنا للحظة أننا في شرق بائس تعيس، يبحث دوماً عن طريقة لإخضاعنا، فيما نبحث نحن عن طُرق لردعه.

في موته الملحمي، بشير هو أدونيس فينيقيا المسفوك دمه غدراً وظلماً في سبيل من أحب؛ لبنان. لم يكن غيابه نهاية لنا، وعلى الرغم من موته التراجيدي بقيت شعلة المقاومة فينا، نحملها على أسنة الرماح ورؤوس الأظافر وفي قلب القلب، لا ننحني لغريب ولا لمتجبر، فيما بيننا وبين القاتل الغدّار حساب طويل ومفتوح.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: