في الذكرى ال23 على نداء المطارنة الموارنة الشهير، والذي دعا الجيش السوري لمغادرة لبنان، نشرت دائرة الإعداد والتدريب في جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية التالي:
23 سنة مرّت على نداء المطارنة الموارنة الأشهر. نداءٌ أطلقه البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بلسان مطارنة الطائفة ليدعو الجيش السوري لإعادة التموضع ومغادرة لبنان.
لمن لا يذكر الحال في تلك الأيام من العام 2000، كان لبنان محتلاً من جيش غريب عنه. يحكمه جهاز أمني سوري – لبناني مشترك يمعن بضرب السيادة والاستقلال، يغتال كل من يتحرك ضد سطوته ونفوذه، ويرابط بعسكره عند كل حيّ ومفترق وطريق…
أتى نداء المطارنة ليرفع مستوى المواجهة مع الأمر الواقع. كُثر خافوا من المواجهة؛ لا ملامة تنفع مع الجبناء. وكثر ترددوا برفع راية المواجهة في حينها منتظرين تغيّرات دولية في صالحهم. وحدها القوات اللبنانية بقيت على العهد تناضل من أجل إحقاق الحق، فلاقت نداء المطارنة بالمزيد من الإصرار والثبات، وتكثيف لحركتها السياسية ونشاطها الشعبي في مواجهة المحتل.
أتى نداء المطارنة ليقول أن المواجهة مع المحتل وقوى الأمر الواقع ما عادت مع فئة محدودة من الناس، بل مع طائفة بأكملها وكرسي بطريركي وشعب لبناني بأكمله.
إن كل حرية عامة نتمتع بهل اليوم هي نتيجة لذاك النداء الشهير، ونضال فئة معتبرة من الشعب اللبناني لم ترضخ للظلم والواقع المرّ، بل حاربته كما في المتراس والشارع كذلك من على المنابر السياسة والدينية.
بطريرك الاستقلال الثاني وبعض من هؤلاء المطارنة باتوا في عالم آخر. يبقى أنّ تذكّر نضالهم وأخذ العبر منه ضرورة لنبقى ونستمر.