دبيبو ل LebTalks: إنتشار الإنفلوانزا أصبح مجتمعياً … وسبيل الوقاية واحد

مطعوم فيروس H1N1 أو ما يعرف بانفلونزا الخنازير

بعد فيروس كورونا وانتشار الكوليرا في لبنان، كثُر الحديث مؤخراً عن موجة انتشار إنفلونزا H3N2 و H1N1 خصوصاً في المدارس وبين صغار السن. وللإضاءة أكثر على مدى خطورتهما وانتشارهما، يقول مدير مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت وعضو اللجنة التقنية للقاحات في منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البروفيسور غسان دبيبو في حديث لموقع LebTalks إن ” H3N2 و H1N1 هما نوعي إنفلوانزا A التي تصيب الإنسان كثيراً، ومنذ السنة الماضية بدأ انتشارهما يزداد خصوصاً بعد الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها في فترة انتشار جائحة الكورونا، ما أدّى إلى انخفاض المناعة المجتمعية تجاه الفيروسات كافة، وهذا ما يزيد من احتمالية الإصابة، كما أن H3N2 لا يستجيب تاريخياً للقاح ضد الاإفلوانزا بعكس ال H1N1 الذي يستجيب أكثر مع اللقاح، لذلك فإن أغلب الإصابات هي من H3N2 والقليل منها H1N1، وطريقة انتشارهما متشابهة أي عن طريق الجهاز التنفّسي من خلال السعال والعطس والاختلاط، إلا أن الإصابة بال  H3N2 هي مرجّحة أكثر من الH1N1 في حال الحصول على لقاح الأنفلوانزا ولكن بالتأكيد مع عوارض أخفّ من تلك التي تصيب مَن لم يحصل على اللقاح”. وفي السياق ذاته، يضيف دبيبو أن “العوارض لدى الأطفال ممن هم تحت السنتين أو الخمس سنوات، وكبار السن ممن هم فوق ال ٦٥ عاماً هي الأكثر خطورة ومن المحتمل أن تؤدّي الى الوفاة عند كبار السن خصوصاً إذا كانت هناك مشكلات صحية أخرى مثل أمراض القلب أو السكري و ارتفاع ضغط الدم وغيرها، ما يُسبّب مضاعفات، مع الإشارة الى أن خطر الإصابة لدى النساء الحوامل موجود أيضاً بسبب نقص المناعة لديهن ضد الانفلوانزا بشكل عام”.
وعن إمكانية احتواء الإصابات، يشير دبيبو إلى أن “احتواء الإنفلوانزا غير ممكن، ولكن نسبة الانتشار عالية كثيراً حالياً وقد أتت مبكرة، إذ أنه في العادة تبدأ حالات الإنفلوانزا بالظهور في منتصف شهر كانون الأول، أما هذه السنة فقد بدأت مع أوائل شهر تشرين الأول بشكل سريع خصوصاً في المدارس إلى أن باتت تشكل اليوم حالة انتشار مجتمعي”.
وفي ما خص تحديد الإصابة واللقاحات، يقول دبيبو إنه “لا يمكن التمييز بين أنواع الإنفلوانزا إلا من خلال فحوصات الpcr، إذ أن ال rapid test لا يمكنه أن يحدّد نوع الإنفلوانزا، بل هو يشير فقط إذا ما كانت الإصابة موجودة أم لا، لذلك فالمختبرات المتخصّصة وفحوصات الpcr هي السبيل الوحيد لتحديد نوع الإصابة”، وإلى مَن لم يتلقَ لقاح الإنفلوانزا فإن السبيل الوحيد للوقاية هو اللقاح، و الوقت لم يتأخر بعد، فاللقاح متوفّر وهو يحمي بشكل كبير وبإمكانه منع أو تخفيف العوارض”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: