دعم دوليّ للجيش

lebanese army jeich

لم تكُن جولة ممثّلي البعثات الديبلوماسية إلى جنوب لبنان، حيث مواقع انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني، حدثًا بروتوكوليًا عابرًا؛ بل بدت أقرب إلى معاينة سياسية وأمنية مباشرة، تحمل في طيّاتها رسائل متعدّدة الاتجاهات، في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، يتقاطع فيه مسار التهدئة مع التحضير لمؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني.

وتزامنت الجولة مع لقاءات سياسية وديبلوماسية في قصر بعبدا، حيث تابع رئيس الجمهورية جوزيف عون، الثلثاء، التحضيرات للاجتماع المقرّر عقده في باريس للبحث في حاجات الجيش، واطّلع من قائد الجيش رودولف هيكل على نتائج الجولة التي نُظّمت الاثنين، والانطباعات التي تكوّنت لدى الديبلوماسيين.

وفي مقاربة سياسية تعكس نظرة المؤسّسة التشريعية إلى دلالات الجولة وأبعادها، وضع رئيس "لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين" في البرلمان اللبناني، النائب فادي علامة، الزيارة في إطارها السياسي والديبلوماسي الأوسع، رابطًا بين البعد الميداني والرسائل الدولية التي حملتها.

رسالة دعم للجيش

وقال علامة إنّ "الجولة الميدانية التي قام بها مبعوثون وسفراء من بعثات ديبلوماسية أجنبية إلى جنوب لبنان، لا سيّما إلى منطقة جنوب الليطاني، تكتسب دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، وتندرج في سياق دعم المسار الديبلوماسي وخفض منسوب التصعيد، بالتوازي مع دعم واضح لدور الجيش اللبناني".

وأوضح علامة أنّ "أهمية هذه الزيارات تكمن في أنّها تتيح للأصدقاء الدوليين الاطّلاع مباشرة على ما يجري على الأرض، بعيدًا من التقارير أو الانطباعات غير الدقيقة"، لافتًا إلى أنّ "الوفود استمعت إلى شروحات ميدانية من الجيش اللبناني، وزارت مواقع محدّدة، ما أسهم في تكوين صورة أوضح عن طبيعة المهام التي يقوم بها الجيش، بالتنسيق مع قوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان (اليونيفيل) ومع آلية الإشراف على وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم)".

وأشار إلى أنّ "الأجواء التي رافقت الجولة كانت إيجابية، وتعكس جدّية ومصداقية المؤسّسة العسكرية في تنفيذ الإجراءات المطلوبة لتطبيق القرار 1701، وكذلك الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية"، مضيفًا: "هذا الأداء يعزّز موقع لبنان ويقوّي دوره، ويؤكّد قدرة الجيش اللبناني على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة".

ولفت علامة إلى أنّ "لجنة الشؤون الخارجية النيابية" دأبت بدورها "على القيام بزيارات ميدانية إلى مقرّ قيادة (اليونيفيل) في الناقورة، حيث اطّلعت على التقارير المقدّمة حول التنسيق القائم مع الجيش اللبناني"، معتبرًا أنّ "التكامل بين العمل الميداني للجيش والتقارير الدولية يقدّم صورة دقيقة عمّا يجري في الجنوب".

سحب الذرائع

ورأى أنّ هذه الجولة "توجّه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها: تعالوا وشاهدوا على الأرض ما يقوم به الجيش اللبناني"، مؤكّدًا أنّ ذلك "يسحب أي ذرائع يمكن استخدامها للتشكيك في الأداء اللبناني، ويكرّس أولوية الحلّ الديبلوماسي".

وعن انعكاس هذه الزيارة على مؤتمر دعم الجيش اللبناني المرتقب، شدّد علامة على أنّ "الدعم الدولي للجيش يبقى عنصرًا أساسيًا، لأنّ حجم المهام الملقاة على عاتقه كبير جدًا، سواء في الجنوب أو على الحدود الشرقية أو في مختلف المناطق اللبنانية"، مؤكّدًا أنّ "من دون دعم فعلي، لا يمكن للمؤسّسة العسكرية أن تواكب كلّ هذه المسؤوليات".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: