أشار مصدر سياسي رفيع المستوى إلى أنّ “رئيس الجمهورية جوزاف عون أدار معركة ديبلوماسية متقدمة عبر توظيف مختلف القنوات السياسية والعسكرية والحقوقية لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة، مستنداً إلى الإجماع اللبناني الداخلي المدعوم بإرادة دولية وإقليمية متزايدة”.
وأوضح المصدر أنّه “شكلت تحركات الرئيس عون واتصالاته مع العواصم الفاعلة، بما فيها واشنطن وباريس والعواصم الخليجية والعربية إضافة إلى الأمم المتحدة، ثقلاً جعل ملف الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان بنداً رئيسياً على طاولات النقاش الدولية. وأثمرت هذه الجهود زيادة الضغوط على إسرائيل لإجبارها على إنهاء احتلالها، وسط إدراك دولي متنام بأنّ استمرار الوضع الراهن قد يهدد الاستقرار الإقليمي”.
ولفت المصدر إلى أنّ “الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما استهداف القرى الجنوبية ودور العبادة والبنى التحتية، شكلت محوراً رئيسياً في التحركات الديبلوماسية اللبنانية. وركز الرئيس عون على مخاطبة الضمير الدولي والمنظمات الأممية لفضح هذه الخروقات، ودفع الدول الكبرى لاتخاذ موقف أكثر حزماً. ونجحت هذه الضغوط في إحداث تحول في بعض المواقف الدولية التي باتت أكثر انتقاداً للسياسات الإسرائيلية، مع مطالبات متزايدة بوقف الانتهاكات والالتزام الصارم ببنود الاتفاق (وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان)”.
وأكّد المصدر أنّه “في ما يتعلق بالاتفاق الخاص بإطلاق الأسرى اللبنانيّين، وضع الرئيس عون هذا الملف في صلب تحركاته الديبلوماسية. ونجح في تأمين دعم قوي لضمان تنفيذ الاتفاق ضمن المهلة المحددة في 18 الشهر الحالي. وحذّر في لقاءاته مع المسؤولين الدوليّين من أن أي مماطلة أو تراجع عن هذا الالتزام، سيؤديان إلى تداعيات سلبية، مؤكداً أنّ لبنان لن يقبل بأي تسويف في هذا الملف الإنساني والوطني. وجاءت هذه التحذيرات مدعومة بموقف داخلي موحد وغطاء سياسي شامل، الأمر الذي يزيد من الضغط على إسرائيل للالتزام بتنفيذ تعهداتها”.
وأردف: “على صعيد تأمين الاستقرار المستدام، فأعاد الرئيس عون تفعيل ملف تثبيت الحدود البرية في النقاط المتنازع عليها، مستفيداً من الزخم الدولي الحالي الداعم للبنان. وتشكل هذه الخطوة جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى ترسيخ السيادة اللبنانية على كامل أراضيها، ومنع أي محاولات إسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الأرض. وبدأ لبنان بدعم من أصدقائه الإقليميّين والدوليّين اتخاذ خطوات عملية لطرح هذا الملف على مختلف المنصات التفاوضية، بما يعزز فرص تحقيق تقدم ملموس في إنهاء النزاعات الحدودية العالقة”.
وشدّد المصدر على أنّ “النجاح الذي حققته الديبلوماسية الرئاسية في هذه المرحلة الاستثنائية بكل الأبعاد والمقاييس، يؤكد أهمية الدور القيادي الذي يقوم به الرئيس عون في الدفاع عن حقوق لبنان، وترسيخ حضوره الفاعل في المحافل الدولية”.
وتابع: “بفضل هذا الجهد المنظم، باتت قضية لبنان في صدارة الاهتمام الدولي، ما يساهم في تعزيز الاستقرار واستعادة الحقوق، ويؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها لبنان قادراً على فرض شروطه الوطنية وحماية مصالحه العليا”.