2 نيسان 1981 تاريخ لا يمكن ان ينتسى، لانه سطّر ملحمة صمود عبر ابطال المقاومة اللبنانية، بعد معارك تحرير المناطق المسيحية من الاحتلال السوري، على أثر محاولات فاشلة للهيمنة، نتج عنها صمود كبير لتلك المناطق، الى ان دخلت عروس البقاع زحلة على خط الدفاع عن نفسها، امام المحتلين الذين حاصروها على مدى ثلاثة اشهر، لم يتمكّنوا خلالها من دخول المدينة، بعد ان حلموا بتركيعها لكن بقي ذلك الحلم خيالياً، فكان الرد بحمايتها من دون اي تراجع، لمنع تغييّر وجهها السياسي، والمحاولات بدأت قبل عيد الميلاد في العام 1980، وإستمرت التحرشات السورية، في مقابل إستعداد الشباب المقاومين والاهالي للدفاع عن زحلة، مهما غلت التضحيات.
في هذا اليوم نسترجع كلمة قائد المقاومة اللبنانية الرئيس الشهيد بشير الجميّل، التي وجهّها الى المقاتلين مع بدء المعركة قائلاَ:" أمامكم ساعة واحدة لتتخذوا قراراً تاريخياً، فأما أن تظلّوا في زحلة أو تغادروها، لأن الطريق ما تزال مفتوحة لبضع ساعات فقط، إذا غادرتم زحلة حافظتم ولا ريب على حياتكم، ولكن سقوط المدينة يصبح حقيقة أكيدة، وهذه تشكل نهاية ملحمة المقاومة، وإذا بقيتم، ستجدون انفسكم بلا ذخيرة بلا دواء بلا خبز، وربّما بلا ماء، وستكون مهمتكم تنظيم المقاومة الداخلية، والدفاع عن هوية البقاع اللبنانية، وهوية لبنان المسيحية، فتعطون معنى لحربنا".
إني أفوّض اليكم كل الصلاحيات لتقررّوا ما ترونه مناسباً، لا أريد أن أتفلسف من بعيد، مكاني هو الى جانبكم في زحلة، وكنت أودّ أن أكون معكم، لأني بين الموت بقذيفة عشوائية في بيروت، والموت حاملاً سلاحي في زحلة، أفضّل أن أموت في المعركة".
وإذا قررتم أن تبقوا، فاعلموا شيئاً واحداً : " ان الابطال يموتون ولا يستسلمون".
فإذا بهؤلاء الابطال يلّبون النداء على الفور، فزادت اعداد المقاتلين للتأكيد بأنّ زحلة كانت وستبقى مربضاً للعنفوان والكرامة.
وإستمر الحصار حتى الثلاثين من حزيران، بعد إتفاق اميركي – سعودي فُرض على السوريين، وطلب منهم تأمين أمن المقاتلين اللبنانيين الذين إنطلقوا في باصات مع اسلحتهم وعتادهم، ترافقهم علامات النصر حتى وصولهم الى بيروت، فإستقبلوا من قبل المطارنة والرهبان على طريق القصر الجمهوري، ومن المواطنين الذين وزعوا عليهم الورود ونثروهم بالارز واطلقوا الزغاريد، وصولاً الى لقائهم بالقائد بشير حيث جرى حينها احتفال وُزعّت خلاله الاوسمة للمقاومين الابطال.
لحظات لا تنتسى من حياة مقاومين، وشهادة ابطال دفعوا حياتهم ثمناً لوطن الارز الشامخ…
