كتب الصحافي ريمون بولس:
مات عا ميتو !
الشيخ لورانس ضرب بالمثل القائل: "ما حدا بيموت عا ميتو" عرض الحائط ومات عا ميتو، مات لاحقاً بأخيه خلال ساعات، وكأن المحاكاة بالموت أسهل من الصبر على المصيبة بفقدان أخ أو أب أو إبن!
اهتزت بلدة زغرتا لخبر وفاة الآدمي الشيخ هنري معوض "الغيور" على ارث عائلة معوض السياسي والدبلوماسي اللبق والمهذب في تعاطيه مع الناس والمحيط خصوصاً في فترات تصدرت فيه لغة المشكل الجاهز والسلاح المشهد في بلدة لا يخفى عنها هذا السيط!
استطاع الشيخ هنري معوض كسب المحبة واستمالة القلوب لأوصافه المذكورة يضاف اليها وصف "الإطفائي السريع" و"الحكيم الرصين"، وحتى أنه استمال قلب شقيقه عن غير قصد فهوى الشقيق لورانس سريعاً لاحقاً به وقد هان عليه الموت على تحمل المصاب!
وقد يقول قائل أن الشيخين متقدمان في العمر وأن الموت سنة الحياة لكن الخبرين المتلاحقين، موت ... تلاه موت شقيقين شكلا فاجعة "قضاء وقدر" جاءت لتحاكي اجواء استشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه قبل ثلاثة عقود ونيف رغم اختلاف السبب والظرف اذ أن الموت المتلاحق جاء عشية الذكرى السنوية لفاجعة آل معوض المذكورة.
كم أن المصادفات تكون مفاجئة حين تتلاقى ببعضها لكن القرار المفاجئ للشيخ لورانس باللحاق بشقيقه وعدم قدرته على الصبر وتحمل الفراق كان قراراً فيه تغطيه ربانية او انه "انتحار" موقع عليه من الله عز وجل، اذا جاز التعبير.
كائناً ما كان الذهول والحسرة على فراق الشيخين المتميزين بطيبتهما واخلاقهما، فإن الشيخ لورانس استطاع بلحاقه بشقيقه ان يجعل الحياة غير ذات قيمة وأن يجعل من الموت الهادف الى مرافقة الغالي على القلب، حدثاً وقراراً ذات قيمة.