حرب شعواء تعرضت لها "القوات اللبنانية" في البقاع الغربي وراشيا بين من يستخف بقوتها الانتخابية ومن "يشيطنها" في الشارع السني عشية الاستحقاق النيابي للعام 2022 ومن خصومته لها تحصيل حاصل من قوى "الممانعة". من هنا، كانت هذه الدائرة خارج التحالف بين "القوات" و"الاشتراكي" الذي امتد من الشوف وعاليه الى بعبدا من جهة ومن ضمن الدوائر التي سعى فيها كثر الى ضرب إندفاعتها السيادية خصوصاً لدى جماهير "14 آذار" بمن فيهم المكون السني من جهة أخرى.
لذا، في مرحلة نسج التحالفات لتشكيل اللوائح قيل أن حجمها ضئيل وأن اهل السنة في لبنان بمن فيهم البقاع الغربي يرفضونها. فتحجج بعضهم ان النائب السابق محمد القرعاوي يرفض ان يكون على لائحة واحدة مع "القوات"، وتذّرع ان قوة القرعاوي الانتخابية تفوق قوة "القوات" ففضله عليها وربما أيضاً لأنه مع المرشحين الاخرين مطواعون بعكس "القوات" التي لها هويتها السياسية وكتلتها النيابية. فكان للنائب السابق جمال الجراح الى جانب النائب الحالي وائل ابو فاعور دوراً رئيسأً في خلق هذا المناخ واليد الطولى في قطع الطريق على التحالف مع "القوات".
إختارت "القوات" وجهاً شبابياً ناجحاً في سيرته المهنية المحامي داني خاطر مرشحاً لها ونجحت بتشكيل لائحة رغم كل الضغوط التي مورست. إلا ان هذه الضغوط لم تتوقف حتى بعد تسجيل اللائحة وافضت الى إستقالة المرشحين السنيين رئيس اللائحة خالد العسكر والمرشح محمد قدورة، ما يعني عملياً أن تأمين حاصل للائحة مهمة شبه مستحيلة.
رغم كل ذلك، إستمرت "القوات" في معركتها ونجحت بتوجيه اكثر من رسالة عبر الاصوات في صناديق الاقتراع:
أ- حصد مرشح "القوات" داني خاطر 4761 صوتاً ليحل أولاً بين كل المسيحيين وبفرق 1185 صوتاً عن مرشح "التيار الوطني الحر" شربل مارون الذي حصد 3576 صوتاً وحلَ ثانياً لكنه فاز بالمقعد النيابي.
ب- نال خاطر 4190 صوتاً اكثر من المرشح الماروني على لائحة ابو فاعور المهندس جهاد الزرزور الذي حصد فقط 571 صوتاً.
ت- رغم ان الاندفاعة حكماً خف زخمها بعد إستقالة رئيس اللائحة واحد اعضائها - وهذا أمر بديهي - إلا ان الرقم الذي سجله خاطر يوازي رقم القرعاوي الذي نال 4811 صوتاً وخسر المعركة.
ث- تفوق خاطر مسيحياً على احد رموز المنظومة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي لم يحصد سوى 2304 صوتاً وعلى مرشحة "الثورة" للدورة الثانية ماغي عون التي حصدت 1825 صوتاً.
نجحت "القوات" في إطار معركتها الوطنية بحصد اكبر عدد من اصوات المسيحيين في البقاع الغربي وراشيا - كما في كل لبنان - وحققت هدفها بسحب الغطاء المسيحي الذي امنه العماد ميشال عون لـ"حزب الله" عبر ورقة "تفاهم مار مخايل". كما نجحت بتسديد صفعة لمن عمد الى الاستخفاف بحجمها الشعبي في هذه الدائرة وكرست حضورها الوازن. فهل تحصد ما زرعته عام 2022 في انتخابات 2026