في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الإستشارات النيابية الملزِمة في قصر بعبدا وفي ظل العديد من الأسئلة المطروحة محلياً وخارجياً عن سيناريو التكليف والتأليف الحكومي، يتواصل الحراك الديبلوماسي الفرنسي على الساحة اللبنانية، وذلك في إطار الرسالة الواضحة إلى كل المعنيين بالملف الحكومي، كما في سياق المتابعة عن كثب لتطورات الوضع مع تزايد الأزمة المالية والإجتماعية وتهديدها الأمن المجتمعي للبنانيين، حيث كانت جولة وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي ضم رئيسة وأعضاء لجنة الصداقة اللبنانية-الفرنسية، على القيادات اللبنانية في اليومين الماضيين، حيث زاروا معراب والتقوا رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، وعرضوا معه التطورات المحلية اللبنانية، وبشكل خاص ملف تأليف الحكومة وملف التحقيقات الجارية في جريمة إنفجار مرفأ بيروت.
وقد أوضحت مصادر سياسية مواكبة للحراك الفرنسي أن الجولة تندرج في سياق اللقاءات البروتوكولية مع المسؤولين اللبنانيين والتي يقوم بها مسؤولون فرنسيون في الوقت الراهن، وذلك للإستماع إلى وجهة نظر القيادات من تطورات الوضع السياسي الداخلي، خصوصاً وأن هذه القيادات على بيّنة من الواقع، وقد وضع الدكتور جعجع أعضاء الوفد الفرنسي في صورة هذا الواقع السياسي، كما عرض وجهة نظر “القوات” وتشخيصها لطبيعة الأزمة في لبنان، والأولويات الواجب التركيز عليها في المرحلة الراهنة، وصولاً إلى عرض خارطة طريق للخروج من الأزمة.
وكشفت المصادر عن أسئلة عدة طرحها الوفد وقد حصل على الإجابات عليها كلها، وهي تصبّ في سياق الإهتمام الخارجي بلبنان والإنخراط الفرنسي في كل تفاصيل المشهد السياسي والإجتماعي، وبالتالي أتت الجولة على المسؤولين الذين هم على بيّنة من هذه الملفات للإستماع إلى وجهة نظرهم، وبالتالي تحديد الموقف وفق هذا الإتجاه.
وفي هذا الإطار، أضافت المصادر المواكبة، قال الدكتور جعجع لأعضاء الوفد أن تأليف الحكومة في ظل الأكثرية النيابية الحالية، لن يفيد لأن هذه الأكثرية هي التي أدت الى المأزق الحالي، وبالتالي فإن الحل يكمن في الإنتخابات النيابية المبكرة التي من شأنها أن تفرز أكثرية نيابية جديدة ورئيس جمهورية جديد وحكومة إصلاح وإنقاذ قادرة على وقف الإنهيار والنهوض بالأعباء الراهنة على كل المستويات.