وجّه أمين الفتوى وشيخ القرّاء في طرابلس الشيخ بلال بارودي من منبر مسجد السلام رسالة جامعة شاملة تضمّنت مصارحة شفّافة واضحة حول الإشكالات التي تواجه مسألة نزوح أهل الجنوب إلى طرابلس والشمال وعموم المناطق السنية، فأكّد “عدم الحاجة إلى رفع اسم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الشوارع لأنّ طرابلس معقل الإسلام والمسلمين ومحضن الشراكة الإسلامية الإسلامية والمسيحية الإسلامية, داعياً إلى “وقف كلّ أشكال الاستفزاز والمسارعة إلى التنسيق العاجل من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لترتيب حماية النازحين وتأمين أفضل العلاقات معهم”.
واضاف: “ينبغي أن لا يرى خصومنا منّا إلاّ خيراً أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعني ذلك أنّنا لا تعلم خصومتهم ولا كيدهم ولكن نعاملهم بأخلاقنا. فنحن في طرابلس، واسمعوها جيداً، لسنا بحاجة أن نرفع يافطات تقول: هذه مدينة أمّ المؤمنين عائشة ولا مدينة أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي لأنّها في الأصل قلعة الإسلام والمسلمين، فمن أتاها كان آمناً وذا عهد، ويُحفظ بالقلوب والأجفان الأيدي، ولكن في المقابل، ليس لمن دخل طرابلس أن يستفزّ أحداً من أهلها، لا بكلمة ولا بشعار ولا بصورة ولا براية أبداً.. فطرابلس للعالم كلّه، وعلى مرّ التاريخ دخلها الصحابة والتابعون والعلماء واستقبلت كلّ الناس، فلا تسيؤوا إلى أهلها فإنّ أهلها مضيافون ومحبّون وهم لا يحقدون بل إنّ صدورهم واسعة وأخلاقهم رفيعة وأياديهم كريمة”.
وتابع: “نحن في أزمة خطرة جداً تمتدّ في جذورها إلى عدوان السابع من أيار، نحن في خطر داخلي في إذكاء الفتنة الداخلية الطائفية التي تشعل نار الفتنة بين شيعة وسنة، وهذا ما لا نريده أبداً، فلا نرضى أن يهتف أحد منا “سنّة سنّة سنّة” ولن نقبل ولن نرضى أن يسمعنا أحدٌ “شيعة شيعة شيعة”.
واستكمل: الكيان الاسرائيلي يطالنا جميعاً كما حصل في شبعا عندما استهدف طيران الاسرائيلي مبنى لـ”سرايا المقاومة” كما دمّر مبنى سكنياً قضت فيه عائلة كاملة من 8 أفراد بينهم أطفال فعدوّنا لا يميّز ولا يقرأ انتماءاتنا، فلديه خطة كبيرة يريد أن يقيم حزاماً حول مغتصباته في فلسطين فإمّا أن نُفشل له هذا المشروع أو نفسله بـ”شيعة شيعة شيعة”.. أنجِحوا مشروع الوطن بالالتفاف والتضامن للتصدي لأعدائنا، ونحن لسنا أعداءكم ولسنا خصومكم ولن نطعن أحداً في ظهره وهو يواجه الصهاينة، ولكن قليلاً من التواضع.. أزيلوا هذه العنجهية، وليس كلّ ما يُعلم يقال حول ما يحصل في بيروت، أنتم ضيوف وحقٌّ على المضيف أن يكرم ضيفه، لذلك نقول: كونوا يداً واحدة فعدوّنا واحد.
واردف: “ليس كلّ من أتى إلى طرابلس من الشيعة بل فيهم أيضاً السنة والفلسطينيون والسوريون، فننظر إليهم على أنّهم نازحون بغض النظر عن مذهبهم أو جنسيتهم، إنّهم ضيوف، ولكن على الضيف أن يحترم خصوصية المُضيف”.
واستكمل: “إنّ ما تعرّض له الحزب في لبنان إلاّ لانزلاقه في الفتنة وضرب الثورة السورية، فقد تركه اليهود يسرح ويعربد في سوريا وراقبوا كلّ حركاته وأفراده وقادته، ثم بعد ذلك عندما انتهى دورُهم وقضوا على الثورة السورية، جاء الدور للانتهاء من الحزب”.