رسالة إلى الشيخ قبلان

الشيخ أحمد قبلان

بقلم عماد حداد

قد يكون المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الأصدق بالتعبير عن قناعاته بمعزل عن صحّة ادعاءاته من عدم صحتها، وفي هذا المعنى لا يفتري سماحة المفتي في بياناته كونه لا يرى ما لا يريد ولا يسمع ما لا يرغب ولا يلمس ما لا يناسبه، كما أنه لا يلبس الكفوف في تصريحاته وإن كان بعضنا يعتبر قناعاته أوهاماً ولكن لا شك أنه يعني ما يقول، وهذه المصارحة هي أول العلاج لكافة الأزمات التي تعصف بالبلاد حرباً وسلماً، بمؤسسات مكتملة العقد أو المنتقصة رئاسياً وحكومياً وإدارياً، فكلما نشأت أزمة داخلية كان الثنائي الشيعي طرفاً فيها، ومن هنا نبدأ بمصارحة الشيخ قبلان وصحبه.

البداية من تصريحه الأخير ونؤكد على ما قاله حول “إغلاق الإدارات والمؤسسات العامة بأنه كارثة وطنية وضرورة ابتكار الحلول الوظيفية”، ولكن ما لا يريد أن يراه أو يسمعه أو يلمسه الشيخ قبلان هو الشغور الرئاسي للمرة الثالثة على التوالي رغبة من الثنائي في انتخاب رئيس من صفوفه أو ربما رغبة بالشغور بالمطلق ضاربين بعرض الحائط الدستور والميثاق وأسس العيش المشترك كي يتسنى له السيطرة على النظام من خلال المراكز الشيعية العصيّة على الشغور وعلى التغيير وعلى الرأي الشيعي الآخر. أول الإغلاق يا شيخ هو إغلاق قصر بعبدا وأول غيث انتظام العمل المؤسساتي يبدأ في انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للنظام والدستور وإلا فلنغيّر التركيبة العاجزة عن ابتكار الحلول.

ما لا ترضاه لنفسك سماحة الشيخ لا ولن نرتضيه لأنفسنا، ولن نجادل فيما إذا كنت ومحورك منتصرين أو مهزومين بدءاً من باب المندب وصولاً لغزة والعراق وسوريا وجبهة لبنان، ولكن في اعتبارك أن انتصاراتك يعني انتهاء زمن الخسائر السياسية فهنا يقع الخلاف، والخلاف عميق، فانتصاراتك الإلهية غير معترف بها داخلياً ونحن غير معنيين بانتصاراتك ولا بهزائمك ونحن غير مهزومين لتفرض علينا الإستزلام أو الإستسلام، لا يا سماحة الشيخ لن نقبل فرض مشيئتك علينا وهذا الإستكبار يمكنك أن تمارسه على دول الشرق والغرب ودول عدم الإنحياز، ولكنه يسقط أمام مشيئة أكثرية الشعب اللبناني الرافضة لنهج الحكم التسلطي والفكر التدميري الذي نما على الفساد والإفساد بالرشوة وزواريب التهرّب والتهريب وأساليب النهب والهدر والسرقات الموصوفة والتي أدّت جميعها إلى عزل لبنان ووصفه بالدولة الفاشلة وانهيار اقتصاده… ووحدته!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: