Search
Close this search box.

رسالة البابا في العراق “لبنانية”

157891331_4168624543198652_6789572100521787091_n

كتبت هيام عيد
أعادت زيارة البابا فرنسيس الأول الى ذاكرة اللبنانيين وقائع الزيارة التي قام بها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، حين استقبل اللبنانيون وبشكل خاص المسيحيون “المحبطون” يومها ، الزائر الكبير، بفرح وارتياح وقاموا برمي كل أثقال مخاوفهم وهواجسهم على المصير، بعدما كان زعماؤهم في غربة عنهم.
وكما ساهم البابا يوحنا بولس في منح الأمل الى اللبنانيين، يأتي اليوم كلام البابا فرنسيس في العراق، بمثابة البلسم لجراح كل اللبنانيين المنكوبين والثائرين في الشوارع بعدما باتت كل الطوائف تشعر بالغربة وبأنها متروكة لمصيرها البائس.
هبت رياح الموت والإرهاب في العراق ولم يصمد فيها سوى نصف مليون مسيحي من أصل ستة ملايين تهجروا وانتشروا في أصقاع الارض.
.واذا كان هذا المسار السلبي في العراق قد دفع بالبابا فرنسيس الى أن تكون رحلته الأولى الى خارج الفاتيكان منذ تفشي فيروس كورونا ، فهي أيضاً الزيارة الأولى في التاريخ لحبر أعظم الى بلاد الرافدين، حيث نزلت كلماته على العراقيين بُرداً و سلاماً ومحبةً، كما وصلت تردداتها الى بيروت حيث التباعد أصبح مخيفاً بين الطوائف التي تشكل النسيج اللبناني الفريد، وحيث ترتفع المتاريس بين اللبنانيين الغارقين في أزماتهم والخائفين على المصير.
آمال كبيرة معقودة على هذه الزيارة على مستوى المنطقة ككل والحضور المسيحي في الشرق بعدما تحول الى أقلية مدفوعة على الدوام نحو الهجرة، خصوصاً وأن الحبر الاعظم سيلتقي مرجعيات دينية في النجف وفي الموصل تحت عنوان “نحن جميعا أخوة”.
ويبقى الأهم في المشهد العراقي الرسائل في أكثر من إتجاه وفي مقدمها طمأنة مسيحيي العراق وأقلياته المهددين بالإنقراض والتوجه الى مسيحيي مصر وسوريا والأردن ولبنان بأنهم حاضرون في هذا الشرق وأن دورهم ضروري في ريادة التعايش بين الأديان بعيدا عن أي تعصب وتطرف .
أما الإتجاه الثاني فهو في تحدي كل الأخطار لزيارة “المتعبين” ومن بقي منهم وإسكات الأسلحة وجعل الدين في خدمة الأخوة، ليبقى الإتجاه الثالث الذي يتركز في تعزيز مناخ الحوار بين الأديان والتعايش بين مكونات الوطن الواحد، في دلالة على أهمية النموذج اللبناني في المنطقة وإن كان لبنان يقف اليوم على مفترق طرق خطير حيث يختلف السياسيون على كل شي ولا يتفقون على شيء حتى على إنقاذ بلدهم، مكتفين بمراقبة إنهيار المؤسسات والمعادلات والتوازنات والحصص ولو لم يبقَ لبناني واحد في لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: