رسالة من أبي المنى إلى رؤساء الدول الراعية لوضع سوريا.. ماذا تضمنّت؟

sami abi almouna

وجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ سامي ابي المنى، رسالة مفتوحة إلى رؤساء وملوك الدول الراعية والمؤثرة في وضع سوريا، وإلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومسؤولي المنظمات الإنسانية، جاء فيها:

"نُناشدكم باسم أهلنا في السويداء الجريحة في سوريا، باسم كل طفلٍ مذبوح، وكل أمٍّ ثكلى، وكل امرأةٍ أو فتاةٍ اعتُدي عليها، وكل شيخٍ أُذلّ وأهين، وكل شابٍ أجبر على الموت بأبشع الطرق، وكل بريءٍ أو كريمٍ سُرقت ممتلكاته وحرقت ذكرياته، وكل كتابٍ ورمزٍ وعلمٍ وُضع تحت الأقدام، وكل شعرةٍ نُتفت من وجه رجل دينٍ او طاعنٍ في السن، وكل مريض عذّب أو قُتل على فراش المرض، وباسم هذا وذاك المثقف او الناشط او التاجر او الفلاح او الطالب من ابناء السويداء العزيزة الذين تعطلت حياتهم وذاقوا مرارة الهمجية والكراهية والتعصب والتطرف والتخلف والعنف باسم الدين، مهما كانت المبررات من فعل وردة فعل وتجاذبات سياسية وسجالات اعلامية".

أضاف: "ومهما كانت الاسباب التي سمحت للدولة ولمن تسلل تحت عباءتها فعل تلك الشناعات، ومهما كان للدولة من حق في بسط سلطتها على كامل اراضيها، ومهما كان لها من مآخذ على عدم التجاوب معها من بعض الجهات المعترضة على سياستها، إلا أن ما حصل من جرائم حرب ومن انتهاك لأبسط حقوق الإنسان والجماعات، لا يمكن ان يبرّر ولا يجوز أن يمرّ بدون تدخّل دولي وعقابٍ أممي، فمن عارض دخول قوى الدولة الى السويداء كان متوجساً وخائفاً من مثل ما حصل، وقد حصل ذلك بالفعل، ومن طالب باتفاقٍ وضماناتٍ تبيّن أنه محقّ في ظلّ ما تأكد من وجود المتطرفين والتكفيريين والمتفلتين من كنف الدولة والانسانية، وقد أثبتوا تطرفهم وحقدهم بما لا يقبل الشك".

وتابع شيخ العقل: "نناشدكم التدخل الفوري لإيقاف تلك المجزرة الإنسانية بحقّ الموحدين الدروز في السويداء. نناشدكم الضغط والإسراع في فك الحصار عن مئات الآلاف من أبناء مدينة السويداء وقرى المحافظة لتأمين مستلزمات الحياة لهم وعودة الاستقرار الى ديارهم. نُناشدكم التدخل لرعاية اتفاقات وقف اطلاق النار وتثبيت التفاهمات التي تحصل بهدف ضمان امن وسلامة المجتمع، والتي تناقش مستقبل المحافظة والبلاد، بما يضمن حق ابناء الطائفة بالمشاركة الوطنية وبالعيش الآمن الكريم وبممارسة حرية الاعتقاد والتعبير دونما إكراه".

وأردف: "نُناشدكم اخيراً، باسم طائفة المسلمين الموحدين الدروز في لبنان وباسم أهلنا في السويداء وفي كل مكان، وباسم تاريخ جبل العرب المشرّف ودماء آلاف الشهداء منهم الذين صنعوا تاريخ سوريا ودافعوا عن استقلالها ووحدتها، وباسم الإنسانية والإسلام والحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه، أن ترفعوا الظلم عن أهلنا اليوم قبل الغد، حقناً للدماء الغزيرة التي تراق ظلماً وغدراً وتشفّياً، وتأميناً لسلامة جميع أبناء الجبل من كل طوائفه ومذاهبه، نُناشدكم افعلوا ذلك بسرعة البرق، لا بروتين اللجان وبطء المباحثات، فالحرب ان لم تتوقف فوراً ستقضي على المزيد من الأبرياء وستعرّض البلاد كلها والمنطقة بأسرها للفتنة والفوضى التي يُعرف اولها ولا يعرف آخرها".

وختم ابي المنى: "نوكل أمرنا لله عزّ وجلّ ولكم، فلكم الأجر والثواب إن فعلتم وعليكم اللوم والمسؤولية إن قصّرتم".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: