Search
Close this search box.

رسالة من الطفلة امل الدر الى السيد حسن

kid

في افتراضٍ قريب جدا من الواقع الى حد الالتصاق والاندماج والانصهار…لو قدّر لطفلة الخمس سنوات الشهيدة أمل الدرّ ان تشهد وتروي ما شهدته وشاهدته قبل وبعد ارتقائها لخطت بيدها الصغيرة رسالة موجهة بشكل مباشر الى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ولكتبت فيها:

“سماحة السيّد
أنا “أمل” طفلة من الجنوب المقاومة من محافظة النبطية الباسلة قضيت سنين عمري القصيرة جدا على روايات ملاحم حركة أمل وحزب الله في مقارعة العدو حماية للبنان وجنوبه ودفاعا عن أهلهما واطفالهما.

انا أمل استفقت على حقيقة سمعتها على لسان سماحتك وقيادات حزبك ومحورك أن اسرائيل مجرمة ناكثة للعهود قاتلة للاطفال خارقة كل القيم الأخلاقية والانسانية…ولا يردعها رادع ولا يمنعها مانع.

انا امل في عمري القصير هذا كثيراً ما سمعت بأن قوة المقاومة هي الرادعة لغطرسة العدو والمانعة لتماديه بحق الجنوبيين وخصوصا المدنيين من نساء وأطفال أبرياء.

انا امل التي سمعتك مؤخرا وتحديدا ابتداء من 3 تشرين الثاني2023 تقول ان جبهة الجنوب قد أشعلها حزب الله في 8 تشرين الأول للتخفيف عن غزة ووقف العدوان عنها ووقف استهداف المدنيين والاطفال فيها.

ولكن يا سماحة السيد قبل وبعد استشهادي رأيتُ ورأى الكثيرون ان الجنوبيين يفتقدون لأدنى مقومات الصمود والحماية والوقاية من الحرب التي ضغطت سماحتك على صاعق تفجيره.

النزوح يا سيّد من الشريط الحدودي الى العمق الجنوبي لم يجنب النازحين القتل كما حصل معنا انا وأمي في محافظة النبطية المحكومة بقواعد الاشتباك التي تباهيت سماحتك بفرضها على العدو الذي سبق ان حذرتنا من همجيته وخرقه للقواعد والمواثيق والعهود.

كما اني شهدت وشاهدت قبل استشهادي وبعده انه منذ كلمتك في 3 تشرين الثاني 2023 وحتى استشهادي في 21 شباط 2024 تضاعف عدد الشهداء في غزة والجنوب اللبناني وأكثرهم من الأطفال والنساء.

لم ارَ ولكني علمت بأن سماحتك قد سبق لك ان أبديت “إعجابك” بالعدو الاسرائيلي تاريخ 25 أيار 2013 -أي قبل ولادتي حتى- من ناحية تحضير جبهته الداخلية وتجهيز وفحص الملاجىء والغرف الآمنة قبل الحرب ساخراً من اللبنانيين قائلا:” العدو يفحص الملاجىء الحمد لله في لبنان ليس لدينا ملاجئ نفحصها، يفحص الغرف الآمنة، وفي لبنان لا يوجد غرف آمنة لنفحصها”…ومع هذا يا سيّد ذهبتَ الى الحرب عن سبق اصرار وترصّد وسقط لنا شهداء من مقاومين وابرياء من عجائز ونساء وأطفال في داخل منازلهم غير المؤمنة وغير الآمنة وكنتَ تعلم على ما تبيّن… واخشى ما أخشاه ان لا اكون الطفلة الضحية الاخيرة.

على ما سبق يا سماحة السيّد انا أمل طفلة سقطت في لعبة “كبار” من خارج الحدود ومن خارج مصلحة الوطن والجنوب والجنوبيين حيث لا ناقة لهم في الحرب ولا جمل… ومن عليائي اغني مع فيروز مذبوحة من الألم :”بحرب الكبار شو ذنب الطفولة…بحرب الكبار شو ذنب الضحكات الخجولة”

أخيرا وقفة واقعية امام الرسالة الافتراضية وحفاظا على أمثال “أمل” على قيد الحياة وعلى الأمل في وطن آمن مستقر مزدهر ينعم أبناؤه بالعيش الهانيء الكريم .أبعدوا حرب الآخرين عن أرضنا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: