أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ومكتب اليونسكو في بيروت اليوم الإثنين عن مبادرة جديدة، وهي “التدخل الطارئ للتراث الوثائقي لأرشيف تلفزيون لبنان” بفضل دعم ألِف.
وقال المكاري: “نشكر هذا التعاون الوثيق بين اليونسكو ومنظمة ألِف والوزارة، ونؤكد أن هذه ليست المرة الأولى التي نتعاون فيها، حيث سبق وأنجزنا مشاريع متنوعة معا”.
أضاف: “هذه المبادرة الجديدة، الممولة من قبل ‘ألِف’، تعد ذات أهمية كبرى في جعل ملف ترشيح أرشيف تلفزيون لبنان لذاكرة العالم التابع لليونسكو أقوى بكثير.مهمتنا هي الحفاظ على التراث الإعلامي اللبناني للأجيال القادمة”.
وقالت مديرة مكتب اليونسكو المتعدد القطاعات في بيروت كوستانزا فارينا: “تتشرف اليونسكو بالعمل بالشراكة مع وزارة الإعلام وألِف في هذه المبادرة الاستراتيجية للغاية”.
وأضافت: “يحتل تلفزيون لبنان مكانة خاصة في قلوب جميع اللبنانيين، وتستحق أرشيفاته اهتماما خاصا. أنا ممتنة جدا لمعالي الوزير على قيادته وتقديره لقيم الأرشيف وأنا شاكرة لألِف على استثمارهم في هذا الكنز الحقيقي من الوثائق التراثية. إلى جانب الخبرة الفنية العليا التي تجلبها اليونسكو إلى المبادرة، لا يمكن لهذه الصيغة إلا أن تنجح”.
وقال المدير التنفيذي لألِف فاليري فريلاند: “يعتبر لبنان أولوية بالنسبة لألِف، التي بذلت قصارى جهدها للمساعدة في الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة بيروت القديمة بعد انفجار المرفأ 2020. وعلى مدى 4 سنوات، دعمت ألِف 31 مشروعا في البلد بمبلغ إجمالي قدره 5,1 مليون دولار. يسعدنا جدًا دعم هذه المبادرة الجديدة التي قدمتها اليونسكو ووزارة الإعلام: حماية الأرشيف السمعي البصري أمر بالغ الأهمية لأنه الذاكرة الحية لتاريخ البلاد”.
وتشكل هذه المبادرة جزءا لا يتجزأ من مجموعة أوسع نطاقا من عناصر الدعم التقني التي تقدمها اليونسكو والتي تؤدي إلى إعداد ملف ترشيح أرشيف تلفزيون لبنان الذي يمكن تقديمه إلى السجل الدولي لذاكرة العالم التابع لليونسكو (https://www.unesco.org/en/memory-world).
ذاكرة العالم هو برنامج عالمي لليونسكو يهدف إلى تيسير الحفاظ على التراث الوثائقي العالمي، لا سيما في المناطق المتضررة من الصراع و/أو الكوارث الطبيعية، لتمكين الجميع من الوصول إلى التراث الوثائقي في جميع أنحاء العالم، وتعزيز الوعي العام بأهمية التراث الوثائقي بين الجمهور الأوسع.
وذكر بيان لمكتب اليونيسكو ان “تلفزيون لبنان تأسس في أيار 1959، كأول تلفزيون حكومي في المنطقة العربية، وبدأ البث بالأبيض والأسود وشكل الذاكرة اللبنانية والإقليمية في أصالتها.
تعتبر محفوظاته كنزا وطنيا وإقليميا غنيا بالمحتوى الدرامي والثقافي والفني والتاريخي. هذا التراث الوثائقي الذي لا يقدر بثمن مهدد بالضياع بسبب نقص الاستثمارات في الترميم والحفظ. بالشراكة مع الوزارة، تطلق اليونسكو بدعم من ألِف، تدخلات الطارئة التي ستعالج الوضع الحرج للمحفوظات وتسهم في حماية هذا التراث التاريخي والوثائقي”.
وستعتمد هذه المبادرة على العمل الذي قامت به وحدة الأرشيف في تلفزيون لبنان، وستستكمله بإجراءات التحول الرقمي الطارئة. كما سيتم شراء المعدات والأدوات التقنية اللازمة لإنقاذ العناصر من الأرشيف السمعي البصري التاريخي التي لم تتعرض للضرر بعد، ولإعداد قائمة جرد مفصلة يمكن الوصول إليها.