رمزي عيراني من الصندوق الى المجلس

ramzi-irany

تحلّ ذكرى خطف وإغتيال رئيس دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية" ومهندس عملها في النقابي في خضم سطوة النظام الامني اللبناني - السوري المهندس رمزي عيراني هذا العام على وقع صناديق الاقتراع وهو الذي تمّت تصفيته وإعادته جثة في صندوق سيارته مساء 20 ايار 2002 بعدما خطف في وضح النهار من الحمرا في 7 أيار من ذلك العام.

صحيح أنه حاضر دوماً في وجدان الجماعة القواتية وفي نشاطاتها ومواقفها وهي التي يعرف عنها التصاقها بشهدائها، صحيح ان الحفل الذي تنظمه مصلحة المهندسين في "القوات" لتوزيع جائزة رمزي عيراني للمتفوقين في كلية الهندسة الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية في رومية حيث درس أصبح محطة سنوية، صحيح أن مصلحة الطلاب في "القوات" مصّرة على نقل مسيرته النضالية الى الاجيال الجديدة التي استشهد قبل ولادتها، لكن هذه المرة كان حضوره لافتاً في الاستحقاق النيابي وكثر من رفاقه القواتيين يشعرون انه ممثل بالمباشر، لماذا؟!

لأن ثلاثة من رفاقه اللصقاء خاضوا الاستحقاق النيابي وهم المهندسان نزيه متى وسعيد اسمر والمحامي ايلي شربشي الى جانب رفاقه في النضال الطالبي في حقبة تسعينيات الاضطهاد والاعتقالات من وزارة الدفاع الى مركز المخابرات في الزلقا وغيرها أمثال النائب انطوان حبشي.

النائب الفائز عن عاليه نزيه متّى إستهل اعلان ترشيحه بـ"تحية من القلب لرفيق النضال رمزي عيراني من روح القوات الابية"، ومتّى وعيراني كانا اشبه بتوأم لا يفترقان. حتى الموت لم يفرقهما، فظلّ نزيه وفياً وظلّ رمزي في حياته اليومية عبر وقوفه الدائم الى جانب عائلته الصغيرة أي زوجته جسي وولديه يسمينة وجاد وشقيقته نايلة وشقيقه في المهجر نبيل. فأضحى يضرب به المثل في اوساط القواتيين.

كذلك المهندس سعيد الاسمر الذي كان من المجموعة الضيقة التي كانت تعمل مع عيراني في الجامعة اللبنانية يوم إغتيل كان رمزي رفيقه في معركته الانتخابية وحين إتصلت به مباركاً له الفوز الكبير في جزين، اول كلمة قاله "صار لرمزي كتلة بمجلس النواب يا جورج".

أما المحامي ايلي شربشي الذي كاد يفوز حتى الدقائق الاخيرة للفرز، فكان بدوره كالاسمر يعمل في دائرة الجامعة اللبنانية في حقبة عيراني، وتباهى خلال اعلان ترشيحه انه "وجد في القوات اللبنانية هويته النضالية فالتحق في صفوف مصلحة طلابها ملتزماً شعارها " قوة في العقيدة، عمق في الإيمان وصلابة في الالتزام، ومن دائرة الجامعة اللبنانية مع رفيقه الشهيد رمزي عيراني كان بصلب النضال الى جانب رفاقه شهداء مصلحة الطلاب طيلة فترة الاحتلال السوري بوجه لبنان".

بالطبع رمزي عيراني ككل شهداء القوات اللبنانية حاضر دوماً في وجدان جميع نوابها، وخير دليل ما اعلنه النائب بيار بو عاصي من مسقط رأس عيراني الحازمية: "متل هل الايام خطفوا رفيقنا رمزي عيراني ابن الحازمية واغتالوه، وبعدها مكينة الاغتيال مكفاية بس نحن كمان مكفايين حتى نعرف حقيقة كل الاغتيالات من رمزي لشهداء "ثورة الارز" وحقيقة انفجار المرفأ وحتى تتحقق العدالة". لكن البعد الشخصي والانساني يلعب دوره وبعدما اخرجوه من الحياة في صندوق سيارته خرج رمزي من صندوق الاقتراع نائباً بشخص رفيق نضاله نزيه متى وأحد ابناء الجيل الذي زرع فيه روح الالتزام والانفتاح بعيداً عن الذمية او التخلي عن الثوابت النائب سعيد الاسمر.

20 عاماً مضت على اغتيال رمزي عيراني وملف التحقيق في الجريمة ما زال فارغا فيما القاتل معلوم ومسؤولون عن النظام الامني اللبناني – السوري يومها الذي كان يحصي أنفاسنا ويراقب حتى افكارنا أمثال اللواء جميل السيد الى ساحة النجمة يدخلون.كذلك 3 اعوام مضت على إغتيال رمزي مجدداً في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب إذ كان من بين الشهداء والدة زوجته السيدة غريتا الخوري التي سهرت على عائلته. لذا الاكيد الاكيد ان نزيه متى وسعيد الاسمر وكل نواب "القوات" سيكونون صوت رمزي وكل الشهداء ولن يتلكؤوا في معركة البحث عن حقيقة إنفجار 4 آب لأنه حينها ستفرح روح رمزي بعدالة لم يعرفها

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: