ريمون متري: أي وطن يمكن أن يُبنى بعقلية تحتفي بالنجاح بعنف؟

it

كتب الخبير الاستراتيجي في مجال القيادة ريمون متري على حسابه عبر منصة "إكس": "ما شهدناه اليوم من إطلاق نار عشوائي احتفالاً بنجاح الطلاب في امتحانات البكالوريا، لا يمكن وصفه إلا بأنه سلوك عبثي وخطير، يعكس حالة من الانحدار الثقافي والاجتماعي. إنه ليس تعبيراً عن الفرح بقدر ما هو دليل على فشل تربوي عميق، تتحمّله الأسرة والمجتمع والدولة على حدّ سواء.

فأي وطن يمكن أن يُبنى بعقلية تحتفي بالنجاح بالعنف، وتربط التقدّم العلمي بالمظاهر المسلّحة؟

ما يحصل ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكم عقود من غياب المحاسبة، واستفحال الجريمة المنظمة، التي رسّخت ثقافة الفوضى، وغسلت أدمغة أجيال لا ذنب لها، لتحوّلهم إلى أدوات طيّعة في مشروع سياسي واجتماعي ملوّث.

المقلق أكثر، هو ما ظهر في نسب النجاح المرتفعة جدًا في بعض المناطق، خصوصًا في الجنوب، حيث تجاوزت 95٪، مع تسجيل أعداد كبيرة من "الأوائل". هذا الواقع يُعيد إلى الأذهان مشاهد "الانتخابات المُعلّبة" حيث كانت النتائج تصل إلى 99٪!

هل نحن أمام محاولة مبرمجة لإدخال عدد كبير من الطلاب إلى الجامعة اللبنانية على حساب سائر المناطق؟ هل الهدف هو إقصاء الآخرين وتكريس الهيمنة على مؤسسات التعليم الرسمي؟

لا شيء مستبعَد، خصوصًا من قِبل جهات فقدت الكثير من مصادر تمويلها غير الشرعية، وتعمل اليوم على إعادة تموضعها داخل مؤسسات الدولة، عبر السيطرة على التعليم والإدارة العامة، تحت غطاء "النجاح الأكاديمي".

إن استمرار هذا المسار يهدد ما تبقى من مفهوم الدولة، ويحوّل مؤسساتها إلى أدوات تابعة. فهل من يقظة وطنية حقيقية قبل فوات الأوان؟".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: