وكأنه كتب على لبنان واللبنانيين ، أن يتذكروا بين الحين والآخر، رحيل رجالات استشهدوا في سبيل هذا الوطن الذي يبدو أنه سئم توديع قامات لو قدر لها أن تحكم، لما آلت الأمور إلى الدرك الذي نعيشه في هذه المرحلة المصيرية من تهميش للسلطة وذوبان المؤسسات، وانعدام القرار وضرب القيم والثوابت والمبادئ.
والرئيس الراحل رينيه معوض هو من قماشة هؤلاء الذين خسرهم الوطن والمواطن على حد سواء، فالشهابي العتيق رجل مؤسسات من الطراز الأول، رجل توافق وتواصل بامتياز وباعتراف الجميع، اطمأن اللبنانيون يوم انتخب، كيف لا وهو إبن المدرسة الشهابية التي وضعت مداميك الشرعية والسيادة التي قامت عليها المؤسسات.
وعلى هذه الخلفية اغتيل لأن هناك من لا يريد لهذه الدولة أن تقوم، والمجرم بات معلوما في لبنان عندما لا يكون في ملف التحقيق أي قصاصة ورق يمكن الركون إليها لفضح المجرم الحقيقي.
ففي الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس رينيه معوض، لا بد من انحناءة لرحيل رجل على مستوى الوطن، يمكن الركون إليه من أجل مستقبل الأولاد والأحفاد.
