أكد عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور، اليوم الإثنين، أنه “لم يشارك في تشييع أميني عام “حزب الله” السابقين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين”، كما نأى الحزب “التقدّمي الإشتراكي” بنفسه عن المشاركة لأن التشييع أخذ طابَعَ احتفال سياسيٍّ في جزءٍ كبيرٍ منه، قائلاً: “دُرس الأمر وكنّا سنشارك، ولكن تمّ اتخاذ القرار بتحييد أنفسنا عن هذا المشهد السياسيّ الذي كان يُقصد منه إيصال رسائل سياسيّة معيّنة، وعليه سيكون هناك زيارة حزبيّة لتقديم واجب العزاء، لأنه في اليومين المقبلين سيفتح “الحزب” باب التعزية”.
وأكّد أبو فاعور أن “كلام الأمين العام للـ”حزب” نعيم قاسم في التشييع كان كلاماً عقلانيّاً ويمكن البناء عليه، ولكن الحضور الإيراني شكّل رسالة واضحة أن إيران لن تُخلي لبنان كليّاً، وهناك شكوك حول دورٍ إيراني لا يزال جارياً في لبنان لا يحترم القوانين اللبنانية، إن كان في الطيران أو في غيره من الأمور”، وقال أبو فاعور لإيران: “خلّي لبنان يِتنفَّس”، مضيفاً ان “لبنان ليس حديقة خلفية لأحد، ولبنان لا يستطيع أن يحتمل أن تفكر إيران أنه حديقة خلفيّة لها، نحن لا نريد أن يكون لبنان خاضعاً لأي سيطرة خارجيّة، كما لا نريد أن نخرج من الوصاية الإيرانية كي نذهب الى وصاية أخرى، فما يحاول رئيسا الجمهورية والحكومة جوزاف عون ونواف سلام رسمه هو أن يكون لبنان بمنأى عن كل هذه الأمور”.
وأكد أبو فاعور أنه “في المرحلة المقبلة سيتعزز المنطق الداعي الى الصلح مع اسرائيل وهنا ستكون الطامة الكبرى التي من الممكن أن تخلق نزاعاً داخليّاً في لبنان، والإدارة الأميركية الحالية ستدفع في اتجاه الصلح مع اسرائيل، وقد فاتحت مسؤولين لبنانيين أساسيّين وشخصيات كبيرة في لبنان بهذا الأمر، الذي تمّ رفضه”، قائلاً: “لم يتكلّم أحد معنا بهذا الموضوع لأن موقفنا معروف، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه مع اسرائيل هو اتفاقية الهدنة”.
وإذ أكد أبو فاعور أنه “لا يستبعد أن يتمّ فرض الصلح مع اسرائيل على لبنان الرسميّ”، أشار الى أن “المكوّنات الرافضة أكبر بكثير من تلك الراغبة”، محذّراً من أن “يخلق هذا الموضوع أزمةً داخليّةً كبرى، قد تقود الى صدامٍ بين اللبنانيين”.
كما دعا أبو فاعور الى مصالحة لبنانية – لبنانية أرضيتها مشروع الدولة مشدّداً على “ضرورة تلقّف واستنباط كل الرسائل الإيجابية”، وقال إن عون وسلام يستطيعان إيجادَ حدٍّ أدنى من المصالحة في الخيارات بين المكوّنات اللبنانية”، مشيراً الى أن “الحزب” أساس في التوازنات اللبنانية الداخلية ولا يمكن تجاوزه، وعلى القوى السياسيّة الراشدة والعاقلة أن تسهّل عودة “الحزب” الى الدولة اللبنانية”.
وإذ رأى أبو فاعور أن “لبنان يقوم بكل الإجراءات المطلوبة منه لسحب الذرائع الإسرائيليّة”، سأل: “هل الدول التي تتألف منها لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار مستعدة لممارسة الضغط السياسيّ على اسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان؟ وهل الإدارة الأميركية التي تستطيع في ليلة واحدة أن تأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ صفقة تبادل الرهائن في غزة، لا يمكنها إجبار اسرائيل على الإنسحاب من النقاط الخمس في جنوب لبنان؟ طبعاً يمكنها”، وأضاف أبو فاعور: “حتى الكلام الذي سمعناه على لسان بعض الزائرين الأميركيّين كلام غير مُطَمّئِن، وماهيّته بأن اسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان ما لم يتمّ تسليم سلاح “الحزب” وتطبيق القرار 1559، ولا أفهم العلاقة بين الأمرين”.