لفت سياسي مخضرم، الى أنّ التقارب الواضح بين حزب الله و المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، و الاستقبال الإيجابي لمقترحاته، يطرح تساؤلات جوهريّة بشأن الاستراتيجيّة و الأولويات التي يتّبعها الحزب. رغم انتقاده المستمرّ للسياسات الأميركيّة في المنطقة و لدعمها الكامل لإسرائيل، يكشف استعداد الحزب للتفاعل مع أموس هوكشتاين، الأميركي – الإسرائيلي، عن تناقض ملفت بين تصريحاته العلنيّة وتحرّكاته الفعليّة.
هذا التناقض بحسب السياسي لا يُعدّ مجرّد قضيّة سياسيّة موقّتة، بل يثير تساؤلات جوهريّة بشأن الدوافع الأساسيّة لحزب الله والتأثير الذي يمارسه على المشهد الاجتماعي والسياسي اللّبناني. على الرغم من إعلان الحزب المستمرّ عن التزامه بمقاومة السياسات الأميركيّة و لإسرائيليّة في المنطقة، تكشف أفعاله عن ميل للحوار والتعاون مع الولايات المتّحدة، خصوصاً عند تقاطع ذلك مع مصالحه الذاتيّة، مُهملاً مصلحة لبنان العليا. ويستشهد السياسي بإتّفاق الترسيم البحري مع اسرائيل عبر أميركا، حيث تنازل لبنان عن حصّته من الغاز من أجل أن يحقّق بعض المكاسب الاقتصاديّة للخروج من أزمته.
هذه الاستراتيجيّة تكشف عن تناقض ملحوظ بين خطابات قيادات حزب الله والممارسات الفعليّة، وتُظهر بحسب السياسي المخضرم نوع من الانحطاط السياسي. يُبدي الحزب استعداداً للتواصل والتعاون مع قوى خارجيّة، بما في ذلك تلك التي يوجّه لها النقد العلني، عندما يرى في ذلك فائدة لمصالحه الذاتيّة، متغاضياً عن مصالح المواطنين اللّبنانيين، خصوصاً أهل الجنوب الذين يعانون من تداعيات صراعاته العبثيّة. هذا الاستغلال الواضح لمجتمعه، بُغية الوصول لأهدافه، يعبّر عن استعداد الحزب لتجاوز القيم والمبادئ التي يدّعي الدفاع عنها.