استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الساحة الإقليمية.
وبعد اللقاء، قال الراعي: “تشرفت بزيارة فخامة الرئيس، وهذه الزيارة ضرورية لأنني لم أتمكن سابقاً من المجيء لشكره على اهتمامه وزياراته للاطمئنان إلى صحتي في المستشفى وفي بكركي، وكان من واجبي أن أعبّر عن امتناني له”. وأضاف: “تحدثنا عن مختلف القضايا، والرئيس يعطينا الثقة، ونطلع من خلاله على الأمور من منبعها، فهي في قلبه وعقله وتفكيره. هناك أمور تسير بشكل ممتاز، وأخرى تحتاج إلى بعض الوقت، لكننا فهمنا كل المواضيع المطروحة بوضوح”.
وعن زيارة المسؤول الأميركي توماس براك إلى قصر بعبدا، أكّد الراعي أنّ الرئيس عون وصفها بـ”الممتازة”، مشيراً إلى أن لبنان قدّم رده على الاقتراحات الأميركية، في انتظار ردّ حزب الله. وقد تسلّم براك الرد المشترك من رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء، على أن يطّلع عليه ويضع ملاحظاته، إذا وجدت، تمهيداً لعودة بجواب أميركي، وسط ارتياح لما تضمنته الورقة الأميركية.
وعن الوضع في سوريا، أوضح الراعي أنّ النقاش مع الرئيس تناول نظرة عون إلى الأوضاع هناك، ومنها ملف النازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن الرئيس يدعم الدولة السورية، ويؤيّد رفع العقوبات عنها وإلغاء الحصار المفروض عليها. كما نفى وجود أي طرح لضم طرابلس، واصفاً ما يُشاع في هذا السياق بأنه عارٍ من الصحة ويحظى برفض دولي.
وتوقّف الراعي عند ما تعانيه الطوائف المسيحية في سوريا، معتبراً أن “الوضع صعب، والانفجار الذي استهدف الكنيسة مقلق”، ولفت إلى غياب أي رد فعل من الحكومة السورية والرئيس السوري، ما يطرح علامات استفهام لدى بكركي ولدى الرئيس عون، خصوصاً في ظل حاجة المسيحيين إلى ضمانات للعيش الكريم. وأضاف: “هنا نفهم قيمة لبنان، حيث يعيش المسلم والمسيحي على قدم المساواة”.
وعن تأثير السلاح غير الشرعي على قيام الدولة، أكّد الراعي أن “لا شيء من هذا القبيل”، مشيراً إلى أن المسألة تحتاج إلى وقت، والرئيس متفهم، وهناك مسار سيُعالج عبر الحكومة. وشدّد على أنه “لا خوف من عودة الحرب”.
أما عن موقع لبنان في ظل المتغيرات الإقليمية، فأكّد الراعي أن “لبنان ليس وحيداً، فهناك دول كبرى تقف إلى جانبه، منها الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج”، مطمئناً إلى أن “المخاوف التي يُروّج لها ليست موجودة”.