زيارة حزب الله للبزري و"عرض العضلات"

278388064_1529318324132349_7304638532388345926_n

بعد مضي شهرين بالتمام والكمال على إقفال صناديق الاقتراع، زار وفد من "حزب الله" برئاسة عضو المكتب السياسي في "الحزب" الحاج محمود قماطي الدكتور عبد الرحمن البزري في 15/7/2022 وقد جاءت الزيارة "في إطار تهنئة البزري على إنتخابه نائباً عن مدينة صيدا" وفق ما أعلن الأخير على صفحته على "فيسبوك".

مصدر صيداوي مراقب أجرى قراءة بإمعان لهذه الخطوة وتوقف عند توقيتها وأبعادها، فأشار الى أن "الحزب" تعمّد إدراج زيارته العلنية للبزري في إطار "التهنئة" بفوزه بالمقعد الصيداوي رغم أن الفترة الزمنية طويلة منذ صدور النتائج وأنه كان بالامكان ربطها بالتهاني بعيد الاضحى المبارك.المصدر شدّد على ان ما تشهده صيدا اليوم هو حصيلة ما زرعه الاطار التنظيمي لـ"تيار المستقبل" من تخبط وإرباك و"نكد سياسي" وترجيح المحيطين بالنائبة السابقة بهية الحريري كفة البزري نيابياً على حساب المرشح يوسف النقيب المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة، مذكّراً بأن أولى نتائجه ظهرت في إنتخابات جمعية المقاصد – صيدا وهزيمة مرشحة النائبة السابقة بهية الحريري السيدة لارا الجبيلي.

المصدر عرض للرسائل التي تحملها الزيارة والمرتبطة منها بـ:

* الاستحقاق الرئيسي، إذ تندرج في إطار "عرض العضلات" وتوجيه رسالة مزدوجة محلياً وخارجياً أكان للقوى السيادية أو للاعبين الدوليين بأن تأثير "الحزب" نيابياً يتخطى النواب الـ61 الذين حكي انه حصدهم مع القوى التي تدور في فلك محور الممانعة وفي مقدمها "التيار الوطني الحر".

* خارطة توزيع القوى في مجلس النواب، إذ يسعى "الحزب" الى تكريس حضوره في وسط مجموعة النواب الـ13 والنواب المستقلين. فهو بالطبع لا يريد منهم الانضواء علناً في محوره، لكنه يعتبر أن رفض بعضهم تناول سلاح "الحزب" وإقتصار مقاربة البعض الاخر على الانتقاد اللفظي وغض النظر عملياً عن مقاربة جدية للملف أو على مجارة السيد حسن نصرالله بطرحه تأجيل بحث السلاح أقله لسنتين وإعطاء الاولوية للوضع الاقتصادي يشكّل بحدّ ذاته مكسباً للحزب.

* الساحة السنية، حيث يعمد "الحزب" الى التغلغل خدماتياً وسياسياً شمالاً من عكار الى طرابلس خصوصاً بعد انتخابات 2022 ويعزّز حضور "السرايا" السياسية سنياً في بعلبك – الهرمل بعدما نجح بإستعادة المقعد السني الثاني الذي كان خسره عام 2018 بوجه "القوى السيادية" يومها وعلى رأسها "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية". وهو بهذه الخطوة، ظهّر إتساع مروحته في عاصمة الجنوب بعدما كان يعوّل سابقاً على النائب أسامة سعد ليخلق توازناً معنوياً مع "تيار المستقبل".

* تحصين وضعية "الحزب" عند كافة المكونات الطائفية في البلد عشية تلويح أمينه العام بإمكان تكرار سيناريو حرب تموز جديدة مع إسرائيل.

مع إقتراب الاستحقاق الرئاسي محلياً وخلط الاوراق إقليمياً على وقع إعادة رسم المشهد السياسي عالمياً، ستشهد الاسابيع المقبلة حركة لـ"حزب الله" داخلياً في إطار تجميع أوراقه وهي لم تبدأ بجمع حليفيه اللدودين جبران باسيل وسليمان فرنجية ولن تنتهي بزيارته الى البزري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: