وسط الانهيارات والمآسي والكوارث التي يعيشها لبنان واللبنانيون، تأتي زيارة قداسة البابا فرنسيس في حزيران المقبل، لتشكّل نوراً ساطعاً في عتمة لبنان، فتحمل معها الامل للوطن الجريح والحزين، غير القادر على تخطي مصاعبه وويلاته ومشاهد انفجار مرفأ بيروت، الذي شكّل الخسارة الكبرى على صعيد البشر والحجر، مع كل ما تبعه من تداعيات لن تنتسى.
هذه المشاهد المأسوية ما زالت تتعايش مع الحبر الاعظم، لذا قرّر المجيء الى لبنان والوقوف اولاً مع الشعب اللبناني الذي يعاني وحده، وللقول لهذا الشعب الصامد:” لا تخافوا”، وفق ما تنقل مصادر كنسية وتشير الى انّ قداسته يعمل من اجل الحفاظ على لبنان بلد الرسالة والتنوّع، وللتذكير بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته لبنان في العام 1997، لانّ التعايش المسيحي- الاسلامي يجب ان يبقى ويستمر، وهو لطالما دعا للحفاظ عليه ومنع اهتزازه، واتى ذلك الاهتمام اللافت بعد نقل البطريرك الماروني بشارة الراعي، هواجس القيادات الروحية والطوائف اللبنانية، من تدهور الاوضاع في سابقة لا مثيل لها، وعلى الاثر بدأ التحرّك من قبل الفاتيكان، خصوصاً بعد الزيارة التي قام بها البطريرك الراعي والرئيس المكلف حينها سعد الحريري الى هناك، وتبعتها رسالة وجهّها البابا الى رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث ابدى تعاطفه مع اللبنانيين ومعاناتهم، واعداً بأنّ الملف اللبناني سيكون ضمن اولوياته .
كما انّ التقارير التي تصل الى الفاتيكان من قبل السفير البابوي او من بكركي، اوجدت قلقاً كبيراً لدى البابا على اللبنانيين عموماً، مع تأكيد هذه المصادر على وجود توافق وتنسيق بين الفاتيكان والصرح البطريركي، خصوصاً في ما يخص طروحات الراعي حول الحياد الايجابي، وضرورة إبعاد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية، والتشديد على لبنان السيّد الحر المستقل، وتطبيق القرارات الدولية وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، مع طرح مرتقب لقمة لبنانية في الخارج ستكون على الارجح في باريس، للبحث في إيجاد الحلول من دون اي تراجع. لتختم المصادر المذكورة:” مجيء قداسته الى لبنان سيكون حافزاً ليس فقط للمسيحيين في لبنان، بل لكل مسيحييّ المنطقة الذين كانوا وما زالوا يتعرّضون للاضطهاد”.
