سامي الجميّل لـ"الحزب": كفى استعلاءً

kataeb

أحيا قسم سن الفيل ذكرى شهدائه بحفل اقيم في ساحة شهداء قسم سن الفيل في حرش تابت، بحضور الرئيس امين الجميل، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب الياس حنكش واعضاء من المكتب السياسي ورؤساء المصالح وممثلين عن "القوات اللبنانية" وحزب "حراس الارز" وحزب "الوطنيين الاحرار" و"التيار الوطني الحر" ونادي طومرزا وحزب الطاشناق ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، رئيس الاقليم وليد حروق واعضاء المجلس البلدي وحشد من المخاتير ورؤساء بلديات الجوار واهالي الشهداء ومصابي الحرب. 

وأوضح الجميّل، أنّ "الكتائب اللبنانية لم تخض أي معركة خارج قراها، فبمجرّد أنّ معاركنا خيضت في سن الفيل، وعين الرمانة، وشكا، وزحلة، والأشرفية، وصنين، وعينطورة، فهذا يعني أنّ جميع المعارك التي خضناها كانت في قرانا، أي أننا كنا ندافع عن أنفسنا"، مضيفاً: " لم نتعدَّ على أحد، ولم نقل يومًا إننا خضنا معارك في مناطق لا علاقة لنا بها. فكل المعارك المعروفة التي خاضتها المقاومة اللبنانية، إنما خيضت في قرانا. وبالتالي، كنّا نتعرض للاعتداء، ونحن كنّا ندافع عن أنفسنا".

 وقال: "لا يصحّ أن يُقارن أحد بين مقاومة الكتائب، أي المقاومة اللبنانية وشهدائها، وبين من كان يخوض معارك لا علاقة لها بلبنان؛ من ذهب إلى سوريا، أو إلى أي مكان آخر، ليقاتل في قضايا لا علاقة لها بلبنان، أو من خاض معارك سلطة. نحن لم نخض معارك سلطة، بل خضنا معارك مقاومة ودفاع عن لبنان، وعن مجتمعنا، وقرانا، وأهلنا، وعائلاتنا، ويشرّفنا أن نقول إنه حين بدأت معارك لا علاقة لها بالمقاومة، كانت الكتائب غائبة عنها وخارجها".

اضاف: "بالنسبة الينا، المقاومة ليست هواية، ولا ترفًا، ولا لأننا أفضل من غيرنا، بل كانت المقاومة واجبًا، وأُجبرنا على خوضها، وفعلنا ذلك ببطولة وبقلب كبير، وقدّمنا آلاف الشهداء. ونحن اليوم نفتخر أن نقول: لولا مقاومة هؤلاء الأبطال، ولولا مقاومة 77 شهيدًا من قسم سن الفيل، و5513 شهيدًا كتائبيًا، لما بقي لبنان. ننطلق من التاريخ ومن تجربتنا لنتحدث عن الحاضر. لم يكن أي منا، لا قيادة الحزب ولا شباب الحزب، ليوافق على حمل خردقة أو بندقية، لو أن هناك دولة تقول لنا: نحن هنا، الجيش هنا، ولن نسمح لأحد بالاقتراب منكم أو بالاعتداء عليكم. بل قفوا معنا ولا تقلقوا، فالدولة اللبنانية هي من ستدافع عنكم، وهي من ستنزل الجيش، ولن تسمح لأي ميليشيا مسلحة بأن تسيطر على أي شبر من أرض لبنان".

وقال: "لو حدث ذلك، لكنا وفّرنا على أنفسنا آلاف الضحايا من إخوتنا وأهلنا وأصدقائنا، فكلّ واحد من الحضور هنا لديه شهيد أو أكثر، ربما اثنان، أو خمسة، أو عشرة من عائلته. كنا نفضل أن يكونوا بيننا اليوم، وأن تكون الدولة هي من تدافع عنّا، ولكن، للأسف، في ذلك الوقت قالت لنا دولتنا: لسنا قادرين على الدفاع عنكم، دافعوا عن أنفسكم. هذا ما قاله سليمان فرنجيه للشيخ بيار وكميل شمعون".

وتابع: "أمّا اليوم، فماذا يقول فخامة الرئيس جوزاف عون؟ ماذا يقول القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ يقول: الأمر للدولة، والأمر للجيش، والجيش موجود لحماية كل اللبنانيين. فما هي الحجة اليوم لمن يتمسك بسلاحه، ويقول: هذه مسؤوليتي وأنا أتحمّلها؟".

ولفت إلى أنّه "في عام 1975 قلنا إننا لا نريد السلاح، وأصلاً السلاح الذي كان مع الشباب اشتروه من جيوبهم للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم. كان حلمنا أن تقول الدولة في ذلك الوقت الكلام ذاته الذي يقوله فخامة الرئيس جوزاف عون اليوم. لكن، في المقابل، نسمع اليوم تهديدات ووعيدًا وكأنّ شيئًا لم يتغيّر. هذا الكلام انتهى، فنحن اليوم في عهد الشرعية، في عهد الدولة والسيادة والاستقلال، في عهد الجيش اللبناني الذي يستشهد ويتحمّل مسؤولية الدفاع عن كلّ اللبنانيين".

وأردف: "يقولون إذا أردتم أن نسلّم سلاحنا، فليسلّم الجيش سلاحه! سلاحكم سلاح خارج عن القانون والدستور، أما سلاح الجيش فهو شرعي، دستوري، ووطني، جامع لكلّ اللبنانيين. سلاحكم بأمر دول خارجية لا علاقة لها بلبنان، أما سلاحنا فهو بأمرة قائد القوات المسلحة، رئيس الجمهورية المنتخب شرعيًا من الشعب اللبناني، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب، الممثلين للشعب اللبناني. سلاحكم جرّ الويلات على البلد، وأدخل لبنان في حروب لا علاقة له بها، بينما سلاح الجيش هو للدفاع عن لبنان فقط، ولا يورط الشعب في مغامرات لا شأن له بها، فآخر ما يمكنكم فعله هو مقارنة سلاحكم بسلاح الجيش. ثم نسمع كلامًا عن شرف السلاح، وماذا سيحدث إن فقدنا سلاحنا؟. هذا السلاح لم يُستخدم إلا للاستقواء على اللبنانيين الآخرين، وليس لشيء آخر. هذا السلاح أثبت أنه غير قادر على الدفاع عن لبنان، بل ورّطه ودمّر قياداتكم وأهلكم وبيوتكم وقراكم".

وقال: "أي كلام عن التمسك بالسلاح اليوم هدفه الوحيد ليس الحفاظ على كرامتكم، بل دوس كرامة الآخرين. لأنّ هذا السلاح لم يُستخدم إلا لذلك، سواء في 7 أيار، أو في الاستقواء اليومي على باقي اللبنانيين، مرورًا بالترهيب في الجنوب والبقاع عند كلّ استحقاق انتخابي، وصولاً إلى الاغتيالات، وأقلّها اغتيال رفيق الحريري، وهي قضية موثقة بقرار قضائي دولي معروف بالأسماء، فعدا عن ذلك، لا نعلم ما هو هدف هذا السلاح، ما دام عاجزًا عن الدفاع عن لبنان، وما دمنا اليوم نملك دولة وجيشًا يتحمّل مسؤولياته. إذًا، ما وظيفة هذا السلاح؟ وظيفته أن تبقوا متفوقين بالحقوق على بقية اللبنانيين. ونحن نقول: الدولة اللبنانية منتهكة طالما أنكم تحتفظون بسلاحكم".

وتابع: "كفى تهويلًا! كلّما مددنا يدنا وقلنا إننا نريد بناء البلد معًا، تردون بالرفض، وكأنكم لا تريدون أن نكون شركاء في الدولة. نحن لا نريد الانتقام، ولا أن نفعل بكم ما فُعل بنا، ونحن لم ننسَ لا النفي، ولا القتل، ولا الاغتيال، لكننا نريد بناء لبنان. نحن أبناء البشير، الذي قال: لبنان 10452 كم². لم ننسَ شيئًا، لكن كلّما دعوناكم إلى مشروع الدولة، كانت ردّة فعلكم بهذه الطريقة؟".

 واكد أنه "حين خسرنا الحرب في التسعينيات، لو أنّ الطرف الآخر قال لنا: نريد بناء بلد سويّ معًا، لكان الوضع تغيّر، لكن كلّ الأجوبة كانت نفيًا، وسجنًا، واغتيالًا، وقتلًا، وإقصاءً. كلّ الأحزاب المسيحية كانت خارج السلطة من التسعين حتى 2005، أي 15 سنة: أمين الجميّل في المنفى، ميشال عون في المنفى، جعجع في السجن، داني شمعون تحت الأرض، ريمون إدّه في المنفى، الكتائب تحت الوصاية، القوات منحلة، والمقاومة المسيحية كلّها محظورة. ويا ليت أحدًا قال لنا: شرفوا، فلنفتح صفحة جديدة".

ورأى أن "المشكلة اليوم هي في غياب المساواة، فالسلاح غير الشرعي هو انتهاك للمساواة بيني وبينك. لا تملك حقًا لا أملكه. ومطالبتك بتسليم سلاحك للجيش اللبناني ليس انتقاصًا من كرامتك، بل بالعكس، الكرامة الحقيقية هي أن نكون جميعًا تحت سقف الدولة".

أضاف: "كفى استعلاءً!  لقد تعبنا من هذا الخطاب. نحن أيضًا كرامتنا فوق كلّ اعتبار، وكلّ الشعب اللبناني كرامته فوق كلّ اعتبار. لا نطلب منك التنازل عن حقّك، بل أن تكون مثلنا مثل غيرك، وتقبل اليد الممدودة. نحن نريد بناء بلد جميعًا، لا أن نعيد إنتاج الأحقاد والانفجارات. لا يجوز أن تُعاقَب طائفة بأكملها لأن هناك من أخذها رهينة وفرض عليها أن تدفع ثمن سياساته الخاطئة."

وأوضح الجميّل "أننا ككتائب، نحن قوة لبنانية، صادقة، صريحة، واضحة، منفتحة، نريد الدفاع عن لبنان، كلّ لبنان، تحت سقف دولتنا وشرعيتنا ورئيس جمهوريتنا. نحن حزب يريد خدمة كل اللبنانيين، أياً كان انتماؤهم، لأننا نؤمن بلبنان أولًا. نريد أن نبني مستقبلًا أفضل لشبابنا ولأجيالنا المقبلة. لدينا مشاريع اقتصادية وتنموية وزراعية وصناعية وتربوية وصحية. لدينا كمّ هائل من الأفكار لتحويل لبنان إلى أجمل بلد في العالم، لكن لتحقيق ذلك، يجب أن نتوقف عن ترداد خطاب يعيدنا مئة سنة إلى الوراء."

وقال: "نحن في عام 2025، ولسنا في القرون الوسطى، ولا يصح أن يتقدّم العالم العربي مئة كيلومتر ونحن لا نزال عالقين في خطابات الماضي. علينا أن ننظر إلى الأمام، إلى إنجازات شبابنا في الخارج، في الوقت الذي لا يزال فيه الداخل يردد كلامًا لا يشبه العصر. فارحموا شبابكم، وارحموا أهلكم، وتوقفوا عن المكابرة. نحن لا نطلب منكم أن تصبحوا أقل من غيركم، بل فقط أن تصبحوا مثل غيركم."

وأشار إلى أنّ "جزءًا كبيرًا من مشوارنا تحقق في الفترة الأخيرة. فمن كان يتخيّل قبل سنتين فقط، أن يتخذ مجلس الوزراء قرارًا بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني؟ من كان يتوقع موقف فخامة رئيس الجمهورية، وموقف الحكومة، كما نراه اليوم؟ هذا زمن جديد في حياتنا الوطنية، وهذا هو نضال الكتائب، وعندما كانت الكتائب تدافع عن فخامة الرئيس في الفترة الأخيرة، قالوا لنا: لماذا تدافعون عنه وهو لا يفعل شيئًا؟ لكن هل فعل، أم لا؟".

وشدّد على أنّ "الكتائب حزب يريد العودة بكل قناعة إلى جانب رئاسة الجمهورية. لقد أمضينا 60 سنة ندافع عن الشرعية ورئيس الجمهورية. عندما جاء زمن الاحتلال السوري، أصبح رئيس الجمهورية مجرد باش كاتب عند السوريين. والكتائب لم تكن، ولن تكون، حزبًا تابعًا لا للسوريين ولا للإيرانيين. لكن عندما يكون الرئيس سياديًا، إصلاحيًا، لبنانيًا، أقلّ ما يمكن فعله هو الوقوف إلى جانبه، كما وقفنا دائمًا إلى جانب كلّ رؤساء الجمهورية الأقوياء".

ولفت إلى أنه "على الرغم من كل ما يُقال، سنبقى لبنانيين، وسنبقى مؤمنين بالشراكة، وبسياسة مدّ اليد، وبسياسة لا للإقصاء، وبسياسة المساواة بين اللبنانيين. لن نحيد عنها، لأن هذه هي الكتائب. نحن الحزب الوحيد الذي لم يَزِغ يومًا، ولم يخطئ بحق البلد أو سيادته، ولم يُخطئ حتى في التعبير، وسنبقى هكذا".

 وختم الجميل: "نحن بحاجة لكلّ واحد منكم، لكلّ من يؤمن بهذا الحزب ويثق به، ليقف إلى جانبنا في المرحلة المقبلة، لمعركة تطوير لبنان، ونقله من هذا الوضع إلى الأفضل. نحن بحاجة إليكم، من سن الفيل إلى المتن الشمالي، وإلى كلّ لبنان، لبناء أجمل بلد في الدنيا".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: