سريلنكا نموذجاً: في حقائب الوافدين “شوية أدوية للأهل والأصحاب”

colombo-informations

الى عادات اللبنانيين اليومية، الطوعية منها والإجبارية، أُضيفت عادة البحث عن الدواء تنقلاً من صيدلية الى أخرى، في ظل انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لدى مصرف لبنان لاستيراد الدواء، حاله حال القمح والمحروقات.جديد ملف الدواء الذي بات يُباع ” بالحبة” أو sachet أحياناً لندرته وفقدانه من الصيدليات هو قرار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض بإصدار مؤشر أسعار أسبوعي للأدوية بدءاً من الإثنين المقبل، في خطوة يؤمل أن تخفف الأعباء الناجمة عن تقلب سعر صرف الدولار عن كاهل الصيدليات كما الشركات المستوردة للأدوية.واذا كان مردّ شح الدواء على رفوف الصيدليات يعود الى شح الدولار وتقلباته الحادة، إضافة الى أسباب أخرى يطول سردها، فإن دعم جزء من الأدوية خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية المعتمد من قبل المركزي لن يستمر طويلاً، اذا ما احتسبنا أن تغطية الدواء تبلغ ٢٥ مليون دولار شهرياً، ما يعني أن نزيفاً مستداماً من الإحتياط النقدي سيرافق عملية دعم الدواء حتى الوصول الى الإفلاس الحقيقي، مثل الذي وصلت اليه دولة سيرلنكا الصديقة منذ أيام، والتي باتت تتسول القمح والنفط على أبواب دول العالم.

بمزيد من الألم والذل، قد تستمر رحلة اللبناني الباحث عن دوائه بالتفاقم، والألم يتسبب به المرض، أما الذل فهو تحوّل سوق الدواء من قطاع متعدد الخيارات الى فقدان و شح فاضحين يسدّ جزءاً منهما، مسافرون أو مغتربون يحملون في حقائب سفرهم ” شوية أدوية للأهل والأصحاب”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: