بعد مقاومة اوكرانية باسلة زهاء ٥٥ يوما في وجه اعتى الات الحرب الروسية سقطت مدينة ماريوبول الاستراتيجية على بحر ازوف وحقق الرئيس بوتين هدفا اساسيا من اهداف حربه المعلنة عشية الفصح الاورثوذكسي الروسي .بسقوط هذه المدينة ومحاصرة اخر معاقل المقاومة الاوكرانية في مصانع ازوفستال الضخمة ومعها مئات المدنيين تتجه الجهود حاليا نحو التفاوض على اخلاء هذا المعقل من المقاومين باسلحتهم الخفيفة مع المدنيين تجنبا للاستسلام الذي ترفضه حكومة كييف حفاظا على كرامة الاوكرانيين فيما الرئيس الروسي يصدر امره بمحاصرة منطقة المصانع دون طلقة نار واحدة .
مع سقوط ماريوبول الفعلي غير المعلن الى الان رسميا من الجانب الاوكراني يمكن اعتبار الحرب في اوكرانيا لانها دخلت منعطفا جديدا بعدما حاول الروس خلال الايام القليلة الماضية زيادة الضغط العسكري على ماريوبول لتحقيق انتصار ينسي الروس فضيحة اصابة واغراق المدمرة الروسية موسكوفا في البحر الاسود الاسبوع الماضي .واليوم اطلقت موسكو اول تجربة لصاروخ باليستي جديد اسمه سمارت حيث علق الرئيس بوتين على الاطلاق بان هذا الصاروخ سيجعل اعداء روسيا يفكرون مرتين قبل اي عدوان على البلاد او تهديد لمصالحها القومية في اشارة واضحة الى عمق التوتر الشديد الذي يسود علاقات موسكو بالغرب في الملف الاوكراني .كما يمكن تفسير كلامه هذا على انه موجه للروس القلقين من تهديد امنهم ومصالحهم . يبقى ان نشير الى ان سقوط ماريوبول يفتح الباب امام شتى الاحتمالات ومنها اما التوجه نحو التفاوض على صيغة حل للصراع الروسي الاوكراني واما الاستمرار في قضم شرق وجنوب شرق اوكرانيا وصولا الى اوديسا على البحر الاسود باحكام الروس سيطرتهم على الشريط الشرقي الجنوبي الحيوي لموسكو مع ما سيستتبع ذلك من تصعيد دولي يخشى معه انزلاق الامور عن مسارها المضبوط .