أكد رئيس مجلس الحكومة نواف سلام، خلال إطلاق منتدى التبادل المعرفي الحكومي بين لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة في السراي الحكومي، أن صندوق أبو ظبي للتنمية كان على مدى أكثر من أربعة عقود شريكًا أساسيًا وموثوقًا في دعم لبنان في العديد من محطاته التنموية، بدءاً من أواخر السبعينيات وحتى اليوم.
وأشار إلى أن لبنان بدأ بتنفيذ خطة إصلاحية طموحة تهدف إلى تحقيق التعافي الاقتصادي والمالي بعد سنوات من الأزمات العميقة التي ضربت مختلف قطاعات الحياة. وأوضح أن هذه الخطة ترتكز على ثلاثة أولويات مترابطة: أولاً، تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي كأساس ضروري لإتمام باقي الإصلاحات؛ ثانياً، تعزيز الحوكمة وتفعيل المؤسسات من خلال مكافحة الفساد وتحسين إدارة المال العام؛ وثالثاً، الاستثمار في الإنسان عبر تطوير التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى خلق فرص عمل وتحفيز الابتكار.
أضاف سلام أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان شهدت تدهورًا غير مسبوق خلال السنوات الخمس الماضية، مع انهيار مالي ونقدي أدى إلى فقدان الليرة أكثر من 98% من قيمتها، وارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 33%، وانكماش اقتصادي تجاوز 40%. وأكد أن هذه الأزمة كانت دافعًا للحكومة لتكثيف جهودها الإصلاحية بهدف بناء دولة حديثة واستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي.
وتطرق إلى أهمية منتدى التبادل المعرفي الحكومي الذي يُعقد لأول مرة على الأراضي اللبنانية، والذي يمثل فرصة قيمة للاستفادة من التجربة الإماراتية الرائدة في مجالات الخدمات الحكومية، الذكاء الاصطناعي، التنافسية، وبناء القدرات المؤسسية. وأعرب عن أمله في أن يؤدي هذا التعاون إلى تعزيز القدرات الحكومية اللبنانية، وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفير بيئة أفضل للاستثمار والتنمية.
كما شدد على ضرورة إعادة تفعيل الشراكة مع صندوق أبو ظبي للتنمية التي تشمل دعم مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية في قطاعات الطاقة، الاتصالات، الطرق، وشبكات المياه، إلى جانب تقوية المؤسسات العامة. وأوضح أن الحكومة تسعى إلى بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع الأشقاء العرب، لتسريع التنمية وتحقيق الاستقرار في لبنان.
واختتم سلام كلمته بدعوة الوفد الإماراتي إلى عقد لقاءات ثنائية مع الوزراء والمسؤولين اللبنانيين بهدف التعرف على المشاريع والأولويات الوطنية، معربًا عن ترحيبه العميق بالضيوف على الأراضي اللبنانية، ومتطلعًا إلى شراكة فعالة وطويلة الأمد بين لبنان والإمارات.