سلام: ما قمنا به لا اعتبره إنجازات بل واجبات الحكومة

SALAM

رعى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام حفل تخرج طلاب جامعة المقاصد في كليات الدراسات الإسلامية والتمريض وإعداد المعلمين، في حضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي منح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة المقاصد تقديرا لإنجازاته المميزة ولدوره الإسلامي والعلمي والقضائي والإداري، ومشاركة وزراء ونواب وفاعليات.

وقال سلام: "نبارك للمتخرجين ونشكر جمعية المقاصد على دعوتنا لرعاية هذا الحفل الكريم، ونهنئ صاحب السماحة على نيله الدكتوراه الفخرية في الدراسات الإسلامية وبالنسبة لنا فإن هذه الدكتوراه هي في الوطنية".

تابع: "نحن على علم بهواجس الناس ونتفهم مخاوفهم وهناك أمثلة في هذا الإطار سيما وان حاجات البلد هي في أمسها اليوم بعد سنوات من تراكم الأزمات الواحدة تلو الأخرى، فمن أزمة مالية الى أزمة اقتصادية واجتماعية الى أزمة سياسية، فقد بقيت الدولة لفترة طويلة دون رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة تصريف أعمال هذه التراكمات لسلسلة الأزمات نتج عنها حاجات فوق مستوى العادة، بالإضافة الى شح إمكانيات البلد، فان حكومتنا تسعى بكل ما أوتيت من امكانيات، تعمل جاهدة على حل الازمات، فمشروعنا هو بناء الدولة واذا اردنا تلخيص البيان الوزاري فمحوره إعادة بناء الدولة على كل المستويات".

أضاف: "نحن نزرع بذورا بحاجة لسقيها لكي تنتج الثمار المتوخاة، فكيف لبذرة زرعت منذ أربعة أشهر أن تؤتي ثمارها اليوم! وأنا أؤكد ان هناك مجموعة من الأسس التي زرعناها في الأربعة اشهر الماضية، ولسنا في صدد التباهي بها، علما ان ما فعلنا في هذه المدة القصيرة يحتاج غيرنا لسنوات للقيام بمثلها، بينما حكومتنا قامت بها في هذه الأشهر القليلة. ففي السنوات الماضية لم تتم معالجة الأزمة الاقتصادية، بينما في حكومتنا تمكنا من القيام بعدد من الأمور الهامة كرفع السرية المصرفية التي كانت في فترة من الفترات نعمة للبنان مكنته من استقطاب رؤوس الأموال من البلدان العربية في فترة الستينات، بينما أصبحت اليوم نقمة يتم استخدامها في عمليات غير مشروعة كتبييض الأموال والمخدرات وسواها، وهي الأداة الضرورية التي تسمح بتمييز الأموال المشروعة وغير المشروعة، فعلينا وضع الأموال غير المشروعة جانبا".

وقال: "اما الأمر الثاني، فقد قمنا بمشروع إعادة هيكلة المصارف لأننا في أمس الحاجة لمصارف متعافية ومعاد رسملتها وهيكلتها، فمن غير الممكن ان يقوى الاقتصاد او تأتينا الاستثمارات دون وجود مصارف صحية، فالاستثمارات لا تأتي بالحقائب، فالحقائب تأتي لأهداف أخرى. وحكومتنا تعمل اليوم على قانون الانتظام المالي او سد الفجوة المالية وكل ذلك تم خلال أربعة أشهر. هذا بعض ما أنجزناه وأؤكد ضرورة عدم الخوف، فأصول الدولة نحن حريصون عليها ولن نفرط بها أو نبيعها أو نرهنها بل على العكس لا بد من العمل على استثمار تلك الأصول والاستفادة منها وعدم ركنها".

واعلن عن ان "الأمر الآخر الذي عملنا عليه، والذي لا يخفى على أحد ،هو الشكاوى النائمة من القضاء، فعملنا على إعداد مشروع استقلالية القضاء، فكلكم يعلم أهمية استقلالية القضاء وكان هناك مشروعا يتنقل بين مجلس النواب والحكومة ذهابا وإيابا، قمنا بتحديثه ومن ثم تم ارساله الى مجلس النواب ونتابع الأمر مع المجلس النيابي كما نتابع كافة جلسات اللجان بخصوص هذا المشروع ، آملين ان يصدر سريعا حيث لا يمكن ان تنتظم الحياة العامة او ينهض الاقتصاد دون وجود قضاء يحظى بثقة الشعب، ولذلك يجب ان يكون قضاء مستقلا وهو احدى البذور التي زرعناها ولم تُرى نتائجها بعد ولكنها ستثمر ثقة وأمنا وأمانا للبنانيين ان شاء الله".

تابع: "اما هم الخوف من المحاصصات ، فقد قمنا بوضع آلية شفافة تقضي الإعلان عن كل منصب في الدولة حيث لم يكن معروفا كيف تجري التعيينات في السابق. أما حاليا فنحن نقوم بالإعلان عن أي مركز وما يستوجب الثقة هو عشرات الناس التي تقدم على تلك المراكز الشاغرة من خلال الآلية الشفافة التي اسسناها على مبدأ التنافس والكفاءة".

وقال: "أنا لا أطلب منكم الكثير من الصبر، ولا طاقة لدي أيضا على الصبر الطويل ، ولكننا يجب ان نعرف حقيقة المرحلة، فنحن في مرحلة إعادة التأسيس حيث نقوم بوضع الأساسات في المجالات كافة، ليجري رفع البنيان عليها. فصحيح ان حكومتنا قد فازت بثقة النواب و حازت على ثقة الناس أيضا وسنعمل على المحافظة على ثقة الناس فهي اثمن ما لدينا وما قمنا به لا اعتبره إنجازات بل هي واجبات الحكومة وهي تقوم بها وأنا متفائل ومستبشر خيرا".

بعدها تسلم المفتي دريان شهادة الدكتوراه من سنو ورئيس الجامعة في حضور سلام، ثم وزعت الشهادات على المتخرجين، فيما أدى طلاب كلية التمريض القسم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: