تتزاحم في المشهد العام تقديرات وقراءات تؤرجح مسار التأليف الحكومة تارةً صعوداً، ربطاً بإيجابيات مفترضة ترفع منسوب التفاؤل إلى حدّ الاعتقاد بأنّ ولادة الحكومة اقتربت من لحظة الولادة، وتارةً اخرى هبوطاً ربطاً بسلبيات مفترضة تنعى تأليف الحكومة من أساسه وتعزف على وتر احتمال اعتذار الرئيس المكلّف عن تشكيل الحكومة.
وهو أمر، أي احتمال الاعتذار، قرأت فيه مصادر مطلعة على أجواء الرئيس المكلّف مهاترة فارغة وافتراء غير مبرّر على مهمّته، وأصلاً هذا الأمر ليس وارداً في حسبانه، فلديه مهمّة سينجزها بالشراكة مع رئيس الجمهورية، وستولد الحكومة في القريب العاجل.
ووفق ما يؤكّد مشاركون في حركة الاتصالات لـ"الجمهورية"، فإنّه لا يجب ان يُنظر إلى مسار التأليف من زاوية الصعود والهبوط والبناء عليهما إما ايجاباً او سلباً، بل يجب أن يُنظر إلى هذا المسار من زاوية أنّ القول بتأخّر إعلان الحكومة، هو قول مبالغ في تسرّعه، صحيح انّ هناك استعجالاً خصوصاً لدى النّاس لتشكيل الحكومة، ولكن لنكن صريحين وواقعيين، فعمر التكليف أقل من شهر، والوضع السياسي لا نُحسد عليه، حيث فيه من التعقيدات والرغبات والتراكمات والحساسيات ما لا عدّ ولا حصر له، ويحتاج عبورها وفكفكة ألغامها جهداً ووقتاً، في ضوء ما يواجهه من محاولات غنج ودلع وشهية مفتوحة على الاستئثار بالحقائب الوزارية. وتبعاً لذلك فإنّ الرئيس المكلّف يراعي عامل الوقت وكما يُنقل عنه، ما زال ضمن المهلة المعقولة وبعد انقضاء هذه المهلة يمكن ان نطلق الحكم إن كان هناك تأخير ام لا."