أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون وفدًا من مجلس النواب الفرنسي ضمّ: مارك فيسنو، أرنو لوغال، بيار بريفتيش، ألكسندرا ماسون، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، أن "لبنان نفّذ اتفاق وقف النار في الجنوب بكلّ حذافيره، والجيش انتشر بنسبة تفوق 85% في منطقة جنوب الليطاني، وهو يتعاون مع قوة "اليونيفيل" لتطبيق القرار 1701 ومتمماته، ولا سيّما لجهة حصر السلاح بيد القوى المسلّحة اللبنانية، لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار إسرائيل في احتلالها للتلال الخمس، وعدم إطلاق الأسرى اللبنانيين، إضافةً إلى مواصلة الأعمال "العدوانية"".
وأكّد الرئيس عون أنّ التعاون مع "اليونيفيل" ممتاز، ولبنان متمسك ببقاء هذه القوة في الجنوب لمساعدة الجيش على تحقيق الأمن والاستقرار حتى الحدود المعترف بها دوليًا، "ودور فرنسا في هذا المجال أساسي".
ونوّه رئيس الجمهورية بـ"الاهتمام الذي يبديه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه لبنان، ومتابعته الحثيثة للأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية"، مضيفًا: "أنا على اتصال دائم معه، وهو يبدي استعداده لمساعدة لبنان في كلّ المجالات".
ودار حوار بين الرئيس عون وأعضاء الوفد الفرنسي، أكّد خلاله أنّ "الوضع في الجنوب من الأولويات، ولبنان طالب المجتمع الدولي، ولا سيّما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، راعيتي اتفاق وقف الأعمال العدائية، بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها". وشدّد على أنّه "من ضمن الأولويات أيضًا إعادة الإعمار، ومعاودة التنقيب عن الغاز في الحقول البحرية في الجنوب، ودور شركة "توتال" الفرنسية مهم في هذا الإطار".
وردًا على سؤال، أوضح الرئيس عون أنّ "التحديات التي تواجه الحكم حاليًا كثيرة، وهي داخلية وخارجية في آنٍ معًا، ويعمل لبنان على مواجهتها، سواء في موضوع الإصلاحات المالية والاقتصادية، أو في إعادة تفعيل عمل القضاء ومكافحة الفساد، إضافة إلى البدء بإجراء التعيينات. وقد أتى إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ليؤكّد تصميمنا على المضيّ قدمًا في الانتقال بالبلاد إلى وضعٍ أفضل، فضلًا عن إعادة الثقة بلبنان وباقتصاده عمومًا، وبقطاعه المصرفي خصوصًا".
وسُئل الرئيس عون عن نتائج زياراته إلى دول الخليج العربي، فأكّد أنّ "اللقاءات التي عقدها في هذه الدول أظهرت تعلّق قادتها وشعوبها بلبنان، ورغبتهم العملية في مساعدته. وما تحقق حتى الآن في هذا الصدد مشجّع، ونتوقّع أن يشهد لبنان خلال الأسابيع المقبلة حضورًا عربيًا كثيفًا، بعد أن رفعت دول عدة الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان، على أن تتبعها دول أخرى في الإعلان عن تدابير مماثلة قريبًا".
وتحدث أعضاء الوفد الذين يمثّلون اتجاهات سياسية مختلفة في مجلس النواب الفرنسي، فأجمعوا على أنّ "انتخاب الرئيس عون أعطى إشارة أمل للفرنسيين بمستقبل لبنان، خصوصًا بعد أن أعلن في خطاب القسم ثوابت تدعو إلى الثقة بغدٍ أفضل، وجاءت الإصلاحات المعتمدة حتى الآن لتؤكّد جدّية الحكم في إطلاق مسيرة النهوض والتعافي".
وأكّد أعضاء الوفد "أنّ مختلف الأطراف الممثلة في مجلس النواب الفرنسي تجمع أيضًا على دعم استقلال لبنان ووحدته، وعلى ضرورة استمرار وقوف فرنسا إلى جانبه، خصوصًا في مستهلّ العهد الرئاسي الجديد".
ولفت السفير ماغرو إلى أنّ "الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، لمتابعة البحث مع المسؤولين اللبنانيين في مواضيع ذات اهتمام مشترك، ولا سيما الإصلاحات وإعادة الإعمار".
عباس الحاج حسن
من جهة أخرى، استقبل الرئيس عون الوزير السابق عباس الحاج حسن، حيث أجريا جولة أفق تناولت التطورات الراهنة.
وفد "الشانفيل"
كما استقبل في قصر بعبدا وفدًا من مدرسة الإخوة المريميين "الشانفيل"، ضمّ مديرة المدرسة السيدة باسكال الجلخ، رئيس الرهبنة في لبنان الأخ خوسيه لويس بيثيرا، ومنسق مدارس الإخوة المريميين في لبنان وسوريا السيد إدوار جبر، واطّلع الرئيس عون منهم على أوضاع المدرسة والطلاب والتحديات التربوية الراهنة.