سليم الحص. هو الرجل الذي عرف بضمير لبنان. الاقتصادي الذي تسلّم رئاسة الحكومة في أحلك ظروف الحرب. في أيامه كانت المرّة الأولى التي يشهد فيها لبنان حكومتين على أرضه. حكومة سليم الحصّ في “الغربية”، في مقابل حكومة ميشال عون العسكرية، والذي اتخذ من قصر بعبدا مقرّاً لها، رافضاً تسليم السلطة بعد انتخاب الرئيس رينيه معوض (الذي اغتيل) وحتى بعد انتخاب الياس الهراوي. منذ سنوات والرجل يواجه المعاناة مع المرض، بصمت ورفعة. وكان الحص رئيساً للوزراء مرّات عدّة، كما تولّى وزارات الصناعة والنفط، الاقتصاد والتجارة، التربية، العمل، والخارجية، وكان نائباً عن بيروت. شغل منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، مرتان في عهد الرئيس الياس سركيس ومرة في عهد الرئيس امين الجميل ومرة في عهد الرئيس الياس الهراوي ومرة في عهد الرئيس اميل لحود.
ولد سليم أحمد الحص في العام 1929 في منطقة البسطة حيّ حوض الولاية. تعلم بدايةً في مدارس المقاصد، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، ليحوز شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليحوز من جامعة أنديانا شهادة الدكتوراه في الاختصاص نفسه. جانب كبير من تجربته وتاريخه وضعها في مؤلفات عدة.