سنوات مرّت… وكلمات شهيد الاستقلال ما زالت تصدح لتبحث عن الوطن الحلم

640px-Pierre_Amine_Gemayel

نستذكر اليوم ذلك الشاب الواعد الذي دخل الندوة البرلمانية في العام 2000، رافعاّ لواء التحديّ، فناضل وقاوم مسجّلاً اعتراصات لم يكن لأحد ان يُعلنها انذاك، بعدها دخل أرجاء وزارة الصناعة، ومعه تعلمنا حبنا للصناعة اللبنانية، من خلال قوله الشهير” بتحب لبنان حب صناعتو”، اليوم نسترجع اقوال الشهيد بيار الجميّل الحاضر دائماً .
سبعة عشر عاماً على الإستشهاد ، لكن الذكرى ما زالت حيّة في نفس كل شاب يؤمن بسيادة لبنان وحريته، اذ ما زالت القضية التي حملها تنبض بالحياةً من خلال حلم شهيدٍ لم يمت رغم اغتياله.
سنوات مرّت واصوات المؤمنين بقضية شهيد الاستقلال ما زالت تصدح، وشهادته ليلة العيد رمز كبير يؤكد مدى نضاله لنيل الاستقلال الثاني، الذي تجسّد في ثورة 14 آذار 2005، والتي دفع ثمنها ابطال سقطوا من اجل إنتفاضة الحرية والسيادة.
ارتقى بيار شهيداً عشية 21 تشرين الثاني، تاريخ لا ينتسى… أنتج جرحاً نازفاً عند كل مَن عرفه وأحبّه فسار معه على درب النضال من اجل لبنان.
كان الثائر بالحق… لم يساوم بل سار على درب النضال حتى الرمق الاخير، فحالت يد الشر دون إكماله المسيرة، لكن لن تستكين سيادة وطن، ترقد فيها روح ثائر كالشهيد بيار الجميّل.
في 21 تشرين الثاني 2006 اعتقدوا أنهم قتلوا الحلم، بإغتيال قائد معطاء محّب ويعطي الامل بلبنان جديد لكل الشباب، حلمَ بوطن سيّد حر … ولذا قتلته ايادي الغدر في عملية ارهابية نفذت بدم بارد، ولم تعرف هوية منفذيها لغاية اليوم، اقله في العلن…
كلماته تصدع اليوم في الارجاء :” بحّملكن امانة خلّوا عيونكم سهرانة على الوطن، وخلّوا نظراتكم قوية بوجه الآخر لتكسر المخرز يلي ناوي يشكوا فيكن، وإلا خسرنا بلدنا وضاع منا “. توصياته الكثيرة اصبحت نهجاً، وكلماته باتت صرخات مدوّية، لكنها تحتاج الى من يسمعها ويطبّقها بعدما بات الوطن مشلّعاً… فلا دولة ولا إستقلال…
ماذا نقول لبيار الذي دفع حياته من اجل لبنان؟، هل نقول له انّ وطن الارز يكاد يلفظ انفاسه الاخيرة؟، هل نقول انّ لبنان اصبح محكوماً بدويلة السلاح وبولاء خارجي جديد؟، هل نقول له انّ لبنان منقسم ومجزأ ومحطّم ، لا سلطة فيه سوى سلطة السلاح غير الشرعي؟
الوطن يسأل عن منقذ فلا يجده، يسأل عن الابطال الشهداء في زمن المساومات على الوطن، هذه الصور القاتمة والحالكة تجعلنا نستذكر اقواله التي خطّها على مدى سنوات، فكانت نشيداً للحرية، ومواقفه التي اصبحت متراساً بوجه كل الساعين الى إخضاع لبنان وخنق حريته، لكن أين نحن اليوم من كل هذا؟؟؟
في الختام لا بدّ ان نؤكد بأن الأرض التي أنبتت سنابل حق، لا بد ان تنبعث منها إشعاعات الامل ولو بعد حين…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: