كعادتهم ينقسم النواب التغييريون في اي قضية او ملف، وحتى في مسألة الاعتصام في المجلس النيابي، بهدف إنتخاب رئيس وتوالي الجلسات، اذ إقتصرت مواقف تكتلهم مع نواب المعارضة على التأييد فقط للنائبين نجاة صليبا وملحم خلف، وقضاء بعض الوقت معهما في "سهرة " الامس، التي غابت عنها الكهرباء، لذا لم يستطع النواب المعارضون تحمّل هذا الوضع، وهم الذين يعيشون حياة الرفاهية، ما جعل هذا التحرّك من دون فائدة لانه لن يؤدي الى تحقيق اي مطلب يصب في خانة الرئاسة، والمطلوب إنتفاضة نيابية سياسية يتلاقى ضمنها كل الفريق المعارض من دون إستثناء في المجلس النيابي، والاتفاق على مرشح رئاسي واحد للوصول الى بعبدا، بعدد الاصوات المطلوبة في الدورة الثانية، وإلا ستبقى هذه الحركة كما وصفها بعض نواب فريق الممانعة ضمن الشعبوية والمسرحيات ليس اكثر.
ومن المفترض ان تكون مزايدات هذا الفريق قد ولّت، مع وصول الاوضاع الى هذا الدرك الخطير، والتوافق وترك الخلافات والانقسامات، لانّ الرسائل وصلت بالمئات من السفراء الغربيين، خصوصاً الى كبار المسؤولين اللبنانيين، بأن لا رئيس للجمهورية قبل سنوات، إلا في حال تمّ التوافق على شخصية مقبولة داخلياً وخارجياً، وعلى ما يبدو بات لبنان منسياً ولم يعد على جدول اعمال الدول، وقد وُضع ملفه على الرف في إنتظار الوقت المناسب، فيما شعبه يئن من كل انواع الوجع، فلا دواء ولا طباية ولا حليب للاطفال ولا رغيف قريباً، بل سلسلة إعتصامات وانهيارات تكاد تمحي الوطن عن الخارطة، مع سعر صرف تخطى الخمسين الف ليرة، والمواجهة السياسية لكل هذه المشاهد المؤلمة، تقابل بالنكايات من قبل المنظومة واغلبية الافرقاء السياسيين.
النداء موجّه الى الفريق المعارض ، توحدّوا وتوافقوا قبل سقوط الهيكل على رؤوس الجميع، وعندها على لبنان السلام…
