يعتمد عدد من الأحزاب السياسيّة في لبنان سياسة الشعبويّة بشكل قويّ لإستمالة الشارع نحوها، ويكاد يكون هذا السبب هو من أبرز الأسباب التي دفعت باللبنانيين إلى الإنتفاض في وجه أحزابهم لتغيير السياسات وحضّهم على البدء بالعمل أكثر من الكلام والتصريحات، إلا أن المُستَفِز اليوم هو الاستغلال الكبير من قبل "نواب التغيير" لغضب المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم للتغيير على أمل التبديل بالأداء والممارسة السياسية، بالأخص من قبل هؤلاء النواب.
وفي هذا الإطار، يأتي مقطع الفيديو للنائب نجاة عون صليبا وهي تشكي معاناتها في الصعود إلى الطابق السابع على الدرج "لأن ما في كهرباء"، بما يشبه الإستعراض الواهي الذي لا يقدّم ولا يؤخّر بشيء، إلا بتطبيق سياسة التباهي والشكوى غير النافعة أمام المواطنين، إذ بدلاً من أن تنشر مقطع فيديو تشارك فيه معاناتها أما كان من الأجدى بها تقديم استجواب لوزارة الطاقة تسأل فيه عن الهدر في الوزارة الذي وصل إلى ٤٠ ملياراً؟ أما كان من الأجدى بها أن تمارس عملها النيابي الذي ينتظره الكثيرون ممن انتخبوها مع زملائها "التغييريين"؟ ليت سياسة الإستعراض والمفاخرة والشعبوية تنتهي، وليتنا نتعلّم من الأخطاء ولا نعيدها!