Search
Close this search box.

سياسيون لبنانيون يفرّغون مبادرة ماكرون من مضمونها

129060054_3913838015343974_498359478936725274_n

✒️ كتبت هيام عيد

نجحت باريس التي تعرف لبنان في العمق، في تحديد خارطة طريق إنقاذية لأزمته، وقد أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أيلول الماضي، وتمكّن من انتزاع تعهّد من كل الفرقاء اللبنانيين الذين التقاهم في قصر الصنوبر، بتسهيل تأليف حكومة جديدة وتنفيذ الإصلاحات التي وردت في وثيقة باتت تُعرف ب”مبادرة ماكرون”، والتي سيجري في ضوئها تأمين الدعم المالي لاقتصاد لبنان.
واليوم، وعشية المؤتمر الذي تستعدّ إدارة ماكرون لإطلاق حملة دعم من خلاله للبنان، ما زالت هذه المبادرة خارج إطار الترجمة، على الرغم من أن كل قادة الأحزاب والتيارات والقيادات اللبنانية، تعلن أنها متمسّكة بالمبادرة.
لقد كان الرئيس الفرنسي واضحاً وصريحاً في تحذيره لهؤلاء القادة من أن عدم الإلتزام بهذه المبادرة، سيؤدي إلى ترك لبنان لمصيره السيء، ولكن حتى اليوم، فإن خارطة الطريق هذه ما زالت تنتظر تشكيل حكومة جديدة يسعى إليه من دون توقّف الرئيس المكلّف سعد الحريري.
وأبرز خطوط هذه المبادرة الفرنسية تتمحور حول:
ـ الإصلاحات في قطاع الكهرباء والقطاع المصرفي.
ـ إستقلالية القضاء.
ـ التدقيق الحسابي الأساسي والضروري للبنك المركزي.
ـ مكافحة الفساد والتهريب.
ـ قانون الشراء العام.
في موازاة ذلك، رسم الرئيس ماكرون، خارطة زمنية أيضاً لمبادرته، إذ تحدّث عن خطوات ضرورية وملحّة، وتستدعي التنفيذ فوراً وفق تعبيره، وخطوات يفترض إنجازها في ثلاثة أشهر، وبالتالي، فهو اعتبرها، وما زال، البيان الوزاري لأي حكومة جديدة سوف تبصر النور تحت عنوان “حكومة مهمّة”، ومهمتها الأساسية لجم التدهور ومواجهة الإنهيار، وحالة الإهتراء والإفلاس.
لقد قال الرئيس الفرنسي أنه لن يقدّم شيكاً على بياض، وأنه من المحتمل فرض عقوبات موجّهة على السلطات اللبنانية في حال ثبوت فسادها، ولكن في المقابل، يبدو واضحاً بعد مرور نحو شهرين ونصف على إطلاق المبادرة، أن بعض السياسيين اللبنانيين قد بدأوا في إفراغ إقتراحات ماكرون من مضمونها، على الرغم من أنها قد تكون آخر فرصة للنظام اللبناني.
ومن ضمن هذا السياق، يقول نائب مخضرم، أن الأطراف السياسية اللبنانية التي تعلن بشكل يومي أنها تؤيد المبادرة الفرنسية، ما زالت بعيدة عن أي ترجمة لها ذلك أن الطائفية كانت أقوى من المبادرة الفرنسية، ومن هنا، فإن الأزمة الحقيقية لا تكمن في عملية تشكيل “حكومة مهمّة” تتولى الإصلاح والإنقاذ، بل هي في ترسيم حدود صلاحيات الطوائف والمذاهب.
وما تحقّق إلى اليوم، هو المزيد من المراوحة، فيما لا يزال الرئيس ماكرون، مصرّاً على مبادرته، وتستضيف باريس اليوم مؤتمراً مع شركاء دوليين بهدف البحث عن كيفية تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للبنان، مع العلم أنه لا توجد رغبة كبيرة لدى المجتمع الدولي في مساعدة لبنان على غرار ما كان يحصل في السابق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: