عمل أهالي ضحايا مرفأ بيروت في الفترة الأخيرة على تجميع رسائل من بعضهم البعض تحمل كلّ واحدة منها صرخة عائلة فقدت فرداً أو أكثر من أفرادها، هذه الرسائل التي وصلت بالأمس إلى مقر الأمم المتحدة في اليرزة، شددت في مضامينها على مطلب واحد وموحد لأهالي الشهداء والضحايا الا وهو أن يأخذ القضاء مجراه للوصول إلى الحقيقة، مُعلنين أنهم قد أُتخموا وعوداً مِن قِبَل المعنيين بالملف وينتظرون تعاطٍ جدّيٍ قَبل أن يُضطروا الى التصعيد إذا فقدوا الثقة تماماً بالقضاء اللبنانيّ.
الأهالي إعتبروا أن وصولهم الى مقر الأمم المتحدة هو الطريقة الوحيدة لإيصال صرختهم الى العالم كلّه، هذه الصرخة التي لم تتبدّل منذ ثمانية أشهر حتّى اليوم، وهي محقّة ونابعة من “قلوبٍ محروقة”، لكنها قويّة ومتماسكة بوجه القتلة المجرمين الذين لا يزالوا يحاولون “تمييع” التحقيق من خلال التّدخل السياسي بعمل القضاء حيناً أو الضغط عليه أحياناً، والأنكى الإمتناع عن المثول أمامه في غالب الأحيان. لبنان كلّه اليوم لن يسمح بضياع أو السعي لتضييع هذا الملف، وسيردد ما قاله أهالي الضحايا “نحنا الجحيم يللي رح يضل ملاحقكن، نحنا الموجوعين يللي رح ناخذ تارنا منكن”…. والسلام.