شهد لبنان نهار الأحد الماضي معركةً انتخابية شبابية فريدة من نوعها، إذ تم بتنظيم من مركز رشاد للحَوكمة الثقافية في مؤسسة أديان، وبتمويل من سفارة مملكة هولندا في لبنان، مشروع "البرلمان الشبابي النموذجي" تحت عنوان "القادة الشباب من أجل سياسة غير طائفية في لبنان"، يهدف "إلى تمكين الناشطين الشباب وتحفيزهم على المساهمة في تطوير الحياة السياسية على قواعد غير طائفية، وعلى المشاركة الفعالة فيها، إضافة إلى زيادة الوعي والدعم الشعبي لفكرة دولة المواطَنة الحاضنة للتنوع" بحسب الموقع الرسمي لشباب البرلمان.
والملفت في هذه الانتخابات كان مشاركة الشباب مقترعين ومرشحين من الذين أعمارهم تتراوح بين ١٨ وال ٣٥ عاما، وبمشاركة أولئك الذين هم من أم لبنانية، إضافة إلى مشاركة المغتربين اللبنانيين أيضا في قانون انتخابي بعيد كل البعد عن الطائفية والمذهبية التي اعتاد اللبناني أن يشهدها في كل استحقاق انتخابي جديد، وعن هذه "الإصلاحات" اعتبر مدير مشروع البرلمان الشبابي عبدو سعد في حديث لموقع LebTalks "أن هذه تجربة في نهاية المطاف ولكن أصداءها كانت إيجابية بشكل كبير وقد أعطت فرصةً للشباب لاختبار هذا الاستحقاق إضافة الى حقهم في اختيار في أي دائرة يريدون التصويت ان كان في مكان السكن أم النفوس وهذه الميزة شكلت فارقا إيجابيا في الإقبال على المشروع.
وعن الإقبال للتصويت أكد
أن المشاركة في عملية الاقتراع تفاوتت بين الدوائر الانتخابية "بحيث كانت المعركة الانتخابية في دوائر معينة أكثر حماسة من دوائر أخرى"، إذ وصل عدد المقترعين الى 11,411 ناخب إختاروا فيه ٦٤ مرشحا مقسمين بين فائزين وفائزات عن الدائرة الوطنية ضمن لوائح، وفائزين وفائزات عن الدوائر الفردية.
وفي السياق، يشير سعد الى أن قوة تأثير الشباب في تبني مشاريعهم من قبل الكتل النيابية سيكون بناء على "شطارتهم في الضغط على هذه الكتل من خلال قوة مشاريعهم المقدّمة" مشددا على أن التدريبات القائمة للشباب هي أيضا ستكون ٱداة فعلية لهم لمساعدتهم على التأثير أكثر فأكثر.
هو استحقاق انتخابي جديد يضع الشباب في لبنان أمام مسؤولياتهم، ويكسر كل التقاليد والأعراف التي تعودنا عليها في كل استحقاق نيابي وقبل كل استحقاق، فإشراك كل تلك الفئات "المهمشة" من المجتمع اللبناني لحسابات سياسية طائفية ضيقة، هي ضربة قوية بوجه القائمين على الدولة ومؤسساتها لتثبت لهم أن الشباب اللبناني بإستطاعته التغيير ولم يعد يأبه بكل الشعارات الطائفية التي كان يسمعها قبل اليوم.
