توحي شبكة الأمان التي يسعى المجتمع الدولي إلى إقامتها حول لبنان من أجل حماية اللبنانيين من الأخطار المحدقة بهم ومن الألغام التي ستنفجر في وجههم عندما ينفجر الوضع السياسي، مع سقوط كل الآمال بتأليف حكومة جديدة من إختصاصيين بأن الإنهيار قد أصبح أمراً واقعاً، ولم يبقَ أمام المواطنين سوى الإحتماء بخطط الطوارىء التي تؤمن لهم البقاء والصمود ولو بالحد الأدنى من المقومات.
وفي هذا الإطار، يكشف ديبلوماسيون عن أن القناعة ترسّخت لدى عواصم القرار الغربية والعربية باستحالة التأليف منذ الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
وبالتالي بدأ منذ ذلك الوقت الإعداد لإجراءات فاعلة على كل المستويات، من أجل الإبقاء على الإستقرار وتأمين مظلة أمان للشعب وذلك من خلال إجراءات دعم من قبل مجموعة الدول المانحة، تُخصص من أجل تحقيق هدفين: الأول هو تقديم الدعم المالي واللوجستي للجيش اللبناني كما لكل الأجهزة الأمنية، لكي تحافظ على قدراتها في المرحلة المقبلة وبعدما تنتقل حال الإرباك السياسي والفوضى المالية إلى الشارع.
والهدف الثاني يتركز الى مساعدة المواطنين اللبنانيين على الصمود من خلال المنظمات غير الحكومية وذلك لتأمين ظروف الإستمرار في مرحلة الإنهيار، وبشكل خاص عندما تُصبح الخدمات الأساسية مُهددة بسبب الإنهيار الذي قد يصيب نظام الخدمات العامة.
وبصرف النظر عن الموقف الذي سيتخذه الرئيس المكلف سعد الحريري لجهة احتمال الإعتذار عن تأليف الحكومة، يقول الديبلوماسيون إن المجتمع الدولي لم يعد يترقب أية خروقات على محور تأليف الحكومة، وإن الإعتقاد السائد هو بأن حكومة تصريف الأعمال ستتولى إدارة الإنهيار بعد تعذر تأليف حكومة جديدة، وإن كل ما يتم التداول به حول تكليف شخصية أخرى لهذه المهمة، لا يغدو كونه عملية تقطيع للوقت بانتظار الإستحقاقات الإنتخابية.
