أكد وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة أن لبنان أمام لحظة مفصلية يتحول فيها المستقبل من فكرة إلى خيار وطني واضح، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية تقنية بل أداة حيوية لتحفيز الابتكار، وإعادة بناء الاقتصاد، وتوسيع فرص العمل.
وخلال فعاليات "من الأحلام إلى المهن: مستقبل لبنان في الذكاء الاصطناعي" الذي أقيم في مدينة بيروت الرقمية، قال شحادة: "في العالم، الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل كل قطاع من قطاعات الحياة والعمل. ولبنان، رغم التحديات، يختار أن يبني، ويبدع، ويتقدم"، مؤكداً أن هذا التحول لا يقتصر على العاصمة، بل يمتد إلى كل قرية وبلدة، حيث "الصفوف المدرسية تبدأ بتدريس الذكاء الاصطناعي، والشركات الناشئة تعيد تصور القطاعات، والوزارات تتحول رقمياً، والمزارعون والأطباء والفنانون يستخدمون الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية".

كما شدد شحادة على أن العالم يشهد تغيرات كبيرة في سوق العمل، إذ أن 40% من الوظائف أصبحت تتأثر بالذكاء الاصطناعي، و"بحلول عام 2030، سيظهر عشرات الملايين من الوظائف الجديدة التي لم يعرفها العالم من قبل". وأضاف: "لبنان لا ينتظر التغيير، بل يصنعه، وشبابه المبدع والمتصل عالميًا هو ما يحتاجه هذا العصر".
كما دعا الجامعات إلى تعميم ثقافة الذكاء الاصطناعي، والشركات إلى الاستثمار في المواهب المحلية، والسياسات العامة إلى بناء قوانين وبنى تحتية تحمي وتدعم وتسهل الابتكار.
وفي ختام كلمته، دعا شحادة الشباب اللبناني إلى الإيمان بقدرتهم على صناعة مستقبلهم داخل لبنان، رغم التحديات، قائلاً: "التحديات حقيقية، لكن كذلك هي الفرص. لتعيدوا بناء ما كُسر، وتبتكروا ما لم يكن موجودًا. لبنان يحلم معكم، ويحلم بكم هنا، لا في الغربة. فقط حين تؤمنون، يصبح المستقبل حقيقيًا، وفقط حين تبنون، ينهض لبنان، هذا المعرض هو إثبات أن لبنان يجرؤ على الحلم، وأننا معًا قادرون على تحويل الأحلام إلى مسارات مهنية، وصناعات، ومستقبل مشترك مبني هنا، في الوطن".
