في إطار تعزيز الحوكمة البيئية التشاركية وتفعيل دور المجتمع المدني في حماية البيئة اللبنانية، نظّمت وزارة البيئة اجتماعاً موسّعاً في Beirut Digital District، جمع ممثّلي أكثر من مئة جمعية بيئية ناشطة في مختلف المناطق اللبنانية.
وهدف اللقاء إلى مناقشة نتائج استبيان تحديث قاعدة البيانات البيئية، وإطلاق “شرعة عمل الجمعيات البيئية في لبنان”.
وقد انعقد الاجتماع برعاية وحضور وزيرة البيئة تمارا الزين، وشكّل محطة تأسيسية لمرحلة جديدة من العلاقة بين الوزارة والجهات البيئية غير الحكومية، تقوم على الشفافية، المهنية، والتكامل، وتدفع باتجاه توحيد الجهود البيئية تحت مظلّة وطنية جامعة.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الوزيرة أنّ هذه المبادرة ليست تمريناً تقنياً، بل دعوة صريحة لبناء شراكة قائمة على المسؤولية الجماعية تجاه بيئة لبنان، مشيرةً إلى أنّ تحديث قاعدة بيانات الجمعيات البيئية يُشكّل خطوة أولى نحو خطة تشاركية تتكامل فيها الأدوار بين سياسات الوزارة ومبادرات المجتمع المدني من جهة، ولتوطيد الشراكة بين الجمعيات لضمان شمولية كافة المناطق والمحاور.
وخلال اللقاء قدّمت الدكتورة كارلا خاطر، خبيرة السياسات البيئية، عرضاً تحليلياً لنتائج الاستبيان الذي شاركت فيه الجمعيات، مسلّطة الضوء على أبرز التحديات المشتركة، وسبل تعزيز التنسيق، والعمل ضمن مقاربات مناطقية وتشاركية.
كما خُصّص جزء من الاجتماع لمناقشة بنود “شرعة عمل الجمعيات البيئية في لبنان”، وهي وثيقة تنظيمية وأخلاقية تمّ إعدادها من خلال مشاورات موسّعة، وتُحدّد أسس العلاقة بين الجمعيات والوزارة، مع التأكيد على:
• احترام القوانين اللبنانية والاتفاقيات البيئية الدولية.
• الالتزام بالمبادئ المهنية والإفصاح المالي والإداري.
• حماية البيانات البيئية وتعزيز الشفافية الرقمية.
• بناء شبكات تعاون مناطقية تعزّز الكفاءة وتُحدّ من تكرار المشاريع.
• الشراكة الفعالة مع وزارة البيئة ضمن الأولويات الوطنية.
وتُعدّ هذه الشرعة خطوة أولى نحو إطلاق منصّة وطنية للجمعيات البيئية، تكون بمثابة حلقة وصل مؤسسية بين المبادرات الميدانية والسياسات العامة، بما يرسّخ رؤية بيئية وطنية متكاملة، ويُعيد الاعتبار إلى دور الجمعيات كقوة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة، مواجهة تغيّر المناخ، وإدارة الموارد الطبيعية بشكل عادل وشفّاف.