شهيد الحوار …

172364Image1-1180x677_d

في مثل هذا اليوم من العام 2013، إغتيل رجل الحوار والانفتاح والمؤمن بحق الاختلاف في الرأي، الوزير محمد شطح في عملية تفجير في محلة ستاركو في العاصمة بيروت، فسقط شهيداً مع خمسة اخرين، بالتزامن مع إنفتاحه السياسي على الافرقاء اللبنانيين، باحثاً عن حوار يجمعهم للتقارب في سبيل إنقاذ لبنان، لكن يد الاجرام كانت اقوى، فأمعنت بالتفجير والتدمير ومواصلة قتل أبطال ثورة الارز، فكان شطح الشخصية التاسعة التي دفعت ثمن مواقفها المعارضة، لمن يتحكّم بمصير لبنان وما زال، كما كان إغتياله رسالة قبل اسبوعين من إنطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة، بجريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي كان هدفها الاول إستدراج لبنان الى فتنة كبيرة مخطّط لها خارجياً، من خلال قتل رمز كبير في الاعتدال، ما جعله شهيد انجازاته الحوارية، خصوصاً انه عملَ على مدى سنوات على رفع اسم لبنان في المنابر الدولية، لكن للاسف كان القتل البربري الجزاء له، وساعد في ذلك أنّ الساحة اللبنانية كانت مكشوفة على كل الاحتمالات، مع دخول لبنان في المجهول.
إغتيال شطح كان إستهدافاً واضحاً أيضاً للرئيس سعد الحريري، لمنعه حينها من العودة الى لبنان، فضلاً عن انه اقرب المقرّبين اليه من خلال صفة المستشار، وقد إغتيل على مرمى حجر من بيت الوسط، ومع إقتراب الاستحقاق الرئاسي، مع التذكير بأنّ رسالة كان وجهها شطح قبل إغتياله بأيام الى الرئيس الايراني، شارحاً فيها مبادرة هدفها تحييّد لبنان عن الصراعات.
سنوات مرّت على غياب مناضلين ابطال، دفعوا حياتهم ثمن مبادئهم وإيمانهم بشعارات السيادة والحرية والاستقلال، على أمل ألا تكون دماؤهم قد ذهبت هدراً…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: