استذكر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى مئوية القائد العام للثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش.
وقال في بيان بالمناسبة: "تحل ذكرى المئة عام على الثورة السورية العربية الكبرى (1925 – 2025)، التي انطلقت في مثل هذه الأيام وحمل لواءها المجاهد الكبير الراحل سلطان باشا الاطرش ورفاقه المجاهدون الأبطال، لتكون شاهداً جديداً على أنّ المسيرة الجهادية التي انتصر بها، في ظروف سياسية وعسكرية صعبة وتحديات جمّة، ليست محطة عابرة للاستذكار، وإنّما هي زرع تحرري وحدوي غرسته روحه النضالية، من بذور تلك الثورة، التي غدت بقيادته الأكثر تأثيراً وإلهاماً على مستوى الشعوب العربية ومستقبل أجيالها".
أضاف: "لقد أثبت القائد الكبير سلطان باشا الأطرش الذي تميّز بشخصيته المؤثرة وثباته المشرّف وكفاحه البطولي، وطنية ناصعة وشجاعة نادرة في الذود عن الأرض والدفاع عن الكرامة، والتمسك بالقيم الاخلاقية والاجتماعية، التي ميّزت أبناء عشيرته بنو معروف، ولم يكن الانتصار ليتحقق، لولا إيمانه العميق بوحدة بلده وسيادته واستقلاله، ورفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية أو حتى تسووية، على حساب المبادئ التي آمن بها وضحّى لأجلها، على طريق بناء سورية موحدة لكل أبنائها، ودولة وطنية جامعة قوامها مواطنة حقّة وولاء خالص، تسود فيها العدالة الإنسانية والمساواة والحريات والديموقراطية، بعيداً عن التمييز العنصري واحتكار السلطة والاستبداد والطائفية والمذهبية، وفقاً لشعاره المأثور: الدين لله والوطن للجميع".
وتابع: "في استحضار الذكرى إحياء لروح المثابرة على الرغم من التحديات الجمّة، ودعوة للأجيال القادمة لاستلهام نموذج القائد العروبي، المكافح الثابت على المبادئ والمقاوم للاستعمار بكل اشكاله، والرافض للإغراءات، وقد أُغدقت عليه غزيرةً ليكون حاكماً لدولةً باسم جبل الدروز على حساب وحدة وطنه، وقد كان له شرف الأسبقية برفع أول علم للثورة العربية في ساحة المرجة في دمشق".
وختم: "تحية لروح المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش ولآلاف الشهداء الذين سطروا البطولات لتبقى سوريا الموحّدة نابضة بالحياة، وتحية لتلك الروح التحررية الوطنية المتوّقدة التي انتفضت اليوم كما بالأمس لإسقاط حكم الطغاة وتحقيق تطلعات الشعب السوري التوّاق دوماً الى الاستقرار والازدهار والسلام".
من جهة أخرى، استقبل شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت اليوم المستشار الثقافي للجمهورية الإيرانية في بيروت كميل باقر يرافقه علي قصير، وجرى البحث في قضايا تتصل بأهمية تعزيز الوحدة الاسلامية في المرحلة الراهنة وتحصين الساحة الوطنية، في ضوء التحديات الماثلة".

وحيّا باقر خلال اللقاء شيخ العقل على مواقفه "الداعية لتقريب المسافات وبناء جسور التلاقي والتفاهم والتعاون وتحصين الهوية الروحية والوطنية والتاريخية".
وإذ أبدى استعداداً "للتعاون حول مشاريع ثقافية وفكرية، من شأنها أن تعكس صورة بلدينا الحضارية والثقافية والمعرفية"، أكد باقر أنّ "مسؤوليتنا تحصين مجتمعنا بالثقافة والعلم والمعرفة، لجبه أي تحد قادم على المنطقة، في ظلّ الوضع الدقيق والحسّاس الذي استخدمت فيه إسرائيل كل عدوانيتها، كما أنّ الجمهورية الإسلامية منفتحة للحوار مع كل الأطراف في بناء مشروع الأمة الإسلامية".
كما استقبل كلاً من رئيس المركز الصحي في دار الفتوى وإمام جامع الأزهر في عرمون الاستاذ محمود الخطيب، يرافقه منير حمزة، ثم نائب نقيب المحررين ورئيس تحرير جريدة "الانباء الالكترونية" صلاح تقي الدين وأنيس يونس، العميد المتقاعد علي عوّاد الذي قدم له كتابه بعنوان "كلمات في ندوات"، ثم العميد المتقاعد رياض شيّا يرافقه معتمد مشيخة العقل في بافالو جهاد أبي المنى.

وعقد شيخ العقل اجتماعاً مع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي، بحضور رئيستها غادة جنبلاط، كما اجتمع بأمين سر المجلس المذهبي المحامي رائد النجار ورئيسي اللجنة المالية ولجنة الصحة والبيئة عماد الغصيني ونزيه أبو شاهين.

والتقى أبي المنى بمنزله في شانيه وفداً من "منظمة ايداس الدولية للتنمية والخدمات" برئاسة مديرها التنفيذي سامر غدار، وبحضور كل من رئيس "جمعية اليد الخضراء" زاهر رضوان ورئيسة الملتقى الثقافي والاجتماعي لجرد عاليه والجوار ضياء جمال الدين أبي المنى، وشرح غدار مجالات أنشطة المنظمة، متمنياً "التعاون والعمل معاً في سبيل التنمية وبناء المجتمع".

كما التقى مجموعة من آل الصايغ في شارون، وعضو الهيئة الدينية الاستشارية في مشيخةً العقل الشيخ محمود فرج، بحضور مقرر اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ نضال سري الدين.
وقدّم شيخ العقل التعازي في الباروك بالمرحومة الشيخة أم رؤوف نور محمود، وفي بتلون بالمرحوم أبو شادي شوقي رشيد، واتصل بكل من الشيخ فوزي البعيني والقاضي الشيخ فؤاد البعيني معزياً بشقيقتهما المرحومة الشيخة أم وسيم سهام البعيني.