شيطنة تقرير فرانس ٥ حول تفجير المرفأ: حملة إستباقية من الحزب لتضليل بيئته

الإفراج-عن-جميع-الموقوفين-في-قضية-انفجار-مرفأ-بيروت

قد تكون الضجة التي سبقت عرض وثائقي فرنسي عن تحقيقات جريمة تفجير مرفأ بيروت، تتجاوز بأبعادها اللبنانية على وجه الخصوص قبل الخارجية، سوى محاولة من “حزب الله”، وهو بطل عنوان التحقيق الممنوع، لتضخيم “مظلوميته” وتبرير أدواره الخارجية أمام جمهوره، وتفادي أية ردود فعل خاصة في بيئته التي لا تحاسب ولا تسأل بل تؤيد وتدعم كل خطواته “على بياض”.
والفيلم الوثائقي الذي تبثه اليوم قناة “فرانس ٥” الرسمية الفرنسية اليوم تحت عنوان “حزب الله والتحقيق الممنوع”، يتناول في أجزائه الثلاثة،انفجار مرفأ بيروت والتحقيق الجاري وتجارة المخدرات وتبييض الأموال في أمريكا اللاتينية وتورط الحزب في هذه العمليات وفق تحقيقات أميركية منذ سنوات.
وما كاد الإعلان الترويجي للفيلم يظهر في وسائل الإعلام، وكان سبقه حديث لبعض الإعلاميين المحسوبين على فريق الممانعة، حتى انطلقت حملة شيطنة ممنهجة ضد فرنسا أولاً كون القناة رسمية ومعدي الوثائقي ثانياً، مع العلم أن الوقائع التي سيعرضها كما الشهادات التي ستأتي على لسان مسؤولين في “حزب الله” إضافةً إلى الوثائق الخاصة بتحقيقات لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، لا تخرج عن السياق المعروف على الساحة الداخلية، إذ أن معدي الفيلم، استندوا إلى تصريحات ومواقف صادرة عن قياديين ومسؤولين في الحزب ومقربين منه وحتى نواب وأمنيين، وليست معلومات أو تقارير ذات طابع سري، كي يتم تصويرها وكأنها حملة “ظالمة من فرنسا على حزب الله”.
وترفض أوساط ديبلوماسية مطلعة، كل الإتهامات الموجهة من قبل الحزب للقناة الفرنسية أو للإليزيه، حول حملة مزعومة عليه من خلال ملفي العلاقات مع إيران أو التورط بنشاطات مشبوهة في لبنان أو خارجه أو بالسيطرة على مرفأ بيروت ورفض التحقيق العدلي وبالتالي اتهامه بالإفلات من العقاب أو المحاسبة .
وتكشف الأوساط، أن الحملة الإستباقية للحزب وإعلامه على الوثائقي، لا يستند إلى أية معطيات، باستثناء مزاعم غير منطقية باستهداف دوره وبيئته من قبل فرنسا ، أو البلد الغربي الوحيد الذي ما زال يتواصل مع الحزب .
وبالتالي تكشف الأوساط أن الحزب “يريد رضى فرنسا” وليس العكس، كما أن المقابلات التي أجرتها الصحافية صوفيا عمارة في بيروت قد شملت نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، علماً أن الدور الواضح للثنائي الشيعي في عرقلة التحقيق في تفجير المرفأ، ليس سرياً بل أتى باعتراف وإقرار من مسؤولين في هذا الفريق.
وتخلص الأوساط إلى ترقب بث الوثائقي مساء اليوم قبل القفز إلى أية استنتاجات مسبقة، لأن ما سيكشفه ليس أسراراً أو اتهامات بل وقائع واعترافات وتحقيقات في بيروت تتناول نيترات الأمونيوم والأهداف التي استخدمت من أجلها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: