رأى مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أن “الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيكون لديه بالتأكيد نفوذ كبير على إسرائيل”.
وقال شينكر: “أظن أن ترامب وأن الكثيرين في إسرائيل يعتقدون أن الحرب في غزة لم تعد تحقق مكاسب تذكر، وأن معظم العمل قد تم. لقد حان الوقت للتفكير في اليوم التالي. وأعتقد أن ترامب قد أخبر بالفعل حكومة إسرائيل بأن هذا هو ما يتوقعه”.
أضاف: “في غزة، هناك حاجة لإقناع حركة حماس بالإفراج عن الرهائن، وغيرها من الأمور. أما في لبنان، فيجب أن يكون هناك اتفاق على الحكومة اللبنانية أن توافق عليه، والآلية وراء القرار 1701 لمراقبة المراقبين، ولنشر 7 إلى 10 آلاف جندي في الجنوب، والتأكد هذه المرة أنهم فعلاً يقومون بالعمل الذي يتطلب التفكيك الفعال لبنية حزب الله التحتية، للخروج ومصادرة الأسلحة بحوزتهم”.
واعتبر شينكر أن “القيام بهذا العمل سيكون صعباً، اذ لا يزال هناك حوالي 15000 عنصر من حزب الله مسلحين ببنادق AK 47، وأر بي جي وأسلحة مضادة للدروع”.
وقال: “لا أعتقد أنه سيحصل وقف إطلاق نار. لا أعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون للحزب بإعادة تجميع نفسه. وجزء من هذا أيضاً سيشمل العمل على الحدود للتأكد من أن هذه الأسلحة المهربة بشكل غير قانوني لا تجد طريقها مرة أخرى إلى البلد. سيتطلب هذا بالضرورة أن يقوم لبنان بتطبيق سيادته على حدوده وعلى أراضيه”.
ورأى أن “اسرائيل ترغب في التوصل إلى اتفاق ويمكننا أن نرى ذلك من خلال طبيعة استهدافاتها التي تغيّرت منذ منتصف أيلول. وقال: “فهي في الآونة الأخيرة تستهدف مستودعات الوقود وضباط لوجستيين ما يشير الى نوع من التهدئة بمرور الوقت استناداً إلى نوعية الأهداف”.
أضاف: “رأيت مقترح المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين المسرب والرسالة الجانبية وجميع المعلومات المتعلقة بذلك. أعتقد أساساً أن هوكشتاين كان على الطريق الصحيح. أي أن الجيش اللبناني لم يعد بإمكانه التعاون أو التنسيق مع الحزب، وأن عليهم بالفعل القيام بالعمل والتحرك بشكل استباقي. وعلى اليونيفيل، للمرة الأولى، القيام بالعمل أيضاً. لن تكون هناك مناطق حصرية أو ممتلكات خاصة، لن يكون هناك قواعد للحزب، وغيرها. والآلية التي تحدث عنها هوكشتاين هي نوع من مراقبة المراقبين، والتي كانت بحسب المصطلحات الأميركية، مجموعة تقوم باتخاذ القرارات الحاسمة، وإذا كان بإمكان الإسرائيليين رؤية شيء من داخل إسرائيل وإبلاغ هذه المجموعة به، فسيتعين حينها القيام بشيء حيال ذلك”.
وتابع: “المشكلة الوحيدة مع هذه الآلية هي أن هناك تدخلاً أميركياً. وبالطبع، أعتقد أنه سيكون أفضل لو كانت هناك جهة أكثر بعداً، مثل الألمان مثلاً. لكن إذا قرأت صحيفة “الأخبار”، يبدو أن “الحزب” أعلن الحرب على ألمانيا، الشريك الثاني في حلف الناتو في الأشهر الأخيرة. ولكن لا أعتقد بالضرورة أن الولايات المتحدة الأميركية هي من يجب أن تقوم بهذا العمل”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان من الممكن أن يكون هناك دور عربي من دول الخليج، أجاب ديفيد شينكر: “نعم، أعتقد أنه يوجد دور لدول الخليج، ليس فقط في لبنان، بل ربما في غزة أيضاً. أعتقد أن إدارة ترامب ستحتضن شركاءها في الخليج، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والعلاقة ستكون مختلفة كثيراً. وأعتقد أنه من المحتمل أن تكون هناك طلبات لهذه الدول للعب دور مختلف، وأنا متأكد من أن إسرائيل ستثق في الإمارات للقيام بهذا النوع من العمل”.
وقال: “الحرب سيئة للأعمال التجارية، وترامب يهتم بالأعمال. وأعتقد أن ترامب سيرغب في أن تخفف إسرائيل من هذه العمليات ولكن في لبنان بشكل خاص سيعتمد ذلك بشكل كبير على الحكومة اللبنانية، وؤئيس مجلس النواب نبيه بري وغيره لدفع تنفيذ القرار 1701 لكن ليس كإصدار 2006”.
أضاف: “أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الضغط على لبنان، وأعتقد أنه سيكون هناك أيضاً شرط لتمويل الولايات المتحدة للقوات المسلحة اللبنانية، بأن يقوموا فعلاً بتنفيذ العمل هذه المرة، لأنهم إذا لم يفعلوا ذلك، فالدعم في الكونغرس محدود للغاية”.
ورداً على سؤال حول من سيخلف هوكشتاين، أجاب: “لا أعرف. ربما مسعد بولس”. وقال: “قد لا يكون هناك مبعوث للبنان. قد يكون هناك مساعد وزير يقوم بالعمل بنفسه أو بنفسها”.
وسئل: “هل سيحاول الرئيس ترامب العمل على سلام رسمي بين لبنان وإسرائيل، أم أن ذلك خارج الحسابات تماماً؟”، فأجاب: “لبنان سيكون آخر دولة توقع معاهدة سلام مع إسرائيل”.
واعتبر أن لبنان لديه فرصة بعدما تضرر “الحزب” عسكرياً، لتغيير نظامه السياسي وتحديد دور الحزب وإيران في السياسة اللبنانية”.
وقال: “هذا الأمر متروك للبنان بالطبع، لكنني لا أرى بالضرورة معاهدة سلام، لكن يمكنني رؤية علاقات طبيعية، حدود هادئة، وربما حتى اجتماعات متجددة في الناقورة بين مسؤولي الجيش الإسرائيلي واللبناني. إنها بداية جيدة”.
في الملف الرئاسي، أشار ديفيد شينكر الى أنه يعتقد أن الرئاسة تشكل أولوية للكثيرين في الولايات المتحدة الأميركية. وقال: “أعتقد أن مسعد بولس سيعتبرها أولوية. ولكن ليس من دور الولايات المتحدة الأميركية أن تخبر لبنان من يجب أن يكون الرئيس”.
من جهة أخرى، سئل: “ما الذي تتوقعه لإيران؟ هل سنعود إلى خط متشدد، أم ستكون إدارة ترامب الجديدة أكثر انفتاحاً للتفاوض على صفقة مع بعض الخطوط الحمراء مثل الأسلحة الباليستية، والوكلاء، والنووي؟”، فأجاب: “ترامب يركز على إبرام الصفقات. لذا، ليس الهدف بالنسبة له هو الذهاب إلى الحرب مع إيران، بل الوصول إلى صفقة”.