صاحب “السيرة العسكرية اللامعة”.. إسرائيل تستهدف طلال حمية

talal

صاحب “السيرة العسكرية اللامعة”، طلال حمية هو من خلَف بدر الدين في قيادة “الذراع العسكرية لحزب الله”.

اسم حمية عاد إلى الإعلام بعدما أعلن “برنامج مكافآت من أجل العدالة” التابع للخارجية الأميركية، في 13 أيلول الحالي عن مكافأة تصل إلى سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2017 صنّفت إيران بـ”الراعي الرئيس للإرهاب في العالم”، عندما اعتبرت “الحرس الثوري الإيراني” “كياناً إرهابياً عالمياً ذا تصنيف خاص” بسبب دعمه الإرهاب. ويقول ناثان سيلز، سفير متجول ومنسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، “اتسمت إيران بهذا التمييز المريب لأعوام عدة ولم تُظهر أي مؤشرات إلى التخلي عن هذا اللقب”.

وعلى نحو مماثل، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عام 2018 عقوبات مشددة على “إرهابيين مرتبطين بإيرانيين، إذ صنفت “سرايا الأشتر” في البحرين وعدداً من قادتها كإرهابيين، إلى جانب “حركة الصابرين”، وهي جماعة مدعومة من طهران تعمل في غزة. وكانت الإدارة الأميركية كثفت جهودها في العام ذاته ضد “حزب الله”، مستخدمة أدوات إنفاذ القانون وأدوات مالية لعرقلة شبكاته واستهداف موارده لإخراجه من النظام المالي الدولي. وحددت الحكومة الأميركية أكثر من 150 كياناً وفرداً مرتبطين بتلك “الجماعة الإرهابية”، بحسب بيانها، بما في ذلك أكثر من 40 منهم خلال عام 2018 وحده. وفرضت عقوبات على عدد من شركات الواجهة والجهات الميسّرة للحزب نفسه في غرب أفريقيا. وشملت أعمال هذه الشركات والجهات الميسّرة صيد الأسماك وتأجير السيارات وتصنيع الأغذية وتربية الخنازير، إذ يملك الحزب مزرعة للخنازير في ليبيريا.

ولهذا الغرض تستخدم الولايات المتحدة أيضاً “برنامج المكافآت من أجل العدالة” الذي يستهدف “حزب الله” منذ أكثر من عقد من الزمن لممارسة مزيد من الضغوط عليه، إذ تعرض مكافآت بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى رصد أو تحديد مكان قادة رئيسيين وعملاء له. وخلال عام 2017، عرضت وزارة الخارجية مكافأتين ماليتين لمن يقدّم معلومات تسهم في القبض على قائدين في الحزب هما طلال حمية وفؤاد شكر “الملطخة أيديهما بدماء أميركية”، بحسب بيانها.

لحمية تواريخ ميلاد عدة، منها 27 تشرين الثاني 1952، 5 آذار 1958، 18 مارس 1960، 8 كانون الأول 1958، لكن الثابت أنه من مواليد طاريا في منطقة بعلبك، شمال شرقي لبنان. وله أماكن ميلاد بديلة، سجد في الجنوب اللبناني. ويحمل اسمين مستعارين طلال حسني وعصمت ميزاراني، ويُكنّى بـ”أبي جعفر” نسبة إلى ابنه البكر.

وفق معلومات الموساد، يقود حمية “الوحدة 910” المسؤولة عن العمليات الخارجية السرية في “حزب الله”. الرجل في أواخر الأربعينيات من عمره، وتعتبره إسرائيل “الأكثر كفاءة” بين الأسماء التي طُرحت في الإعلام بعد الموت الغامض لبدر الدين، واستبعاد اسم إبراهيم عقيل الذي حاولت إسرائيل اغتياله عام 2000.

عمل حمية جنباً إلى جنب مع بدر الدين وعماد مغنية (اغتيل بتفجير سيارته في دمشق في 12 شباط 2008)، ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي. وكان حمية وفق معلومات الموساد مسؤولاً عن نقل ترسانة الحزب عبر سوريا. وعمل في مطلع حياته موظفاً إدارياً في مطار بيروت (1982)، وباشر نشاطه في الحزب في أواسط الثمانينيات منطلقاً من برج البراجنة حيث كان مسؤولاً عن عناصر أصبحوا في ما بعد من أبرز القيادات العملياتية في الحزب، وكان نائباً لمغنية في شبكة “الجهاد”، وهي وحدة للبعثات الخاصة والهجمات بشكل رئيس خارج لبنان. وتتهمه إسرائيل بتنسيق أنشطة التوظيف وإرسال متطوعين إلى تنظيم “القاعدة” في العراق عن طريق سوريا.

وتضيف معلومات الاستخبارات الإسرائيلية أن حمية هو المسؤول عن تجنيد خلايا “حزب الله” في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أميركا الجنوبية وأوروبا الغربية وأفريقيا. واتهمه الموساد سابقاً بالتنسيق مع قائد “جيش المهدي” مقتدى الصدر والميليشيات الشيعية في العراق بعد الغزو الأميركي. ويقول الموساد إن الخلايا التي أسسها حمية تعتمد على السفارات الإيرانية للمساعدة في نقل الأسلحة. وعمل حمية مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله وقائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني. ولطالما شكّل قلقاً لإسرائيل التي تتهمه بتنفيذ هجمات دقيقة وموجعة ضد قوات المارينز الأميركية والقوات الفرنسية التي كانت متمركزة في بيروت عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل 241 أميركياً وجرح 128، وبالوقوف وراء تفجير السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1994، وبالتخطيط لتنفيذ هجوم في بانكوك ضد إسرائيليين عام 2012، رداً على اغتيال مغنية، واستخدام جوازات سفر مزورة وشركات وهمية وبنى تحتية بشرية في عدد كبير من دول العالم لتنفيذ هجمات انتقامية بمساعدة إيرانية وبالتعاون مع ساعده الأيمن وحارسه الشخصي، أحمد الفايد. وتصفه بأنه من الشخصيات الصلبة والغامضة ويتمتع بذكاء شديد، ويتبع نهج مغنية العسكري، وكان أكثر المخلصين له. ووُصف من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلية بالشبح لابتعاده عن الحياة الاجتماعية والتزامه قواعد التصرف الأمني المتشددة، فضلاً عن عدم وجود أي أوراق رسمية له في لبنان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: