هم رُضّع ثلاثة شاء القدر أن يولدوا قبل أوانهم بأوزان ضعيفة، وأن يسكنوا حاضنات مستشفى القديس جاورجيوس في الأشرفية استعداداً لاكتساب الوزن والمناعة للإنطلاق نحو حياة صحية وسليمة، كما شاء القدر أن ترعاهم ممرضة “بطلة” تدعى باميلا زينون تعمل في قسم العناية المركّزة لحديثي الولادة.
بالأمس احتضنت باميلا من جديد الأطفال الثلاثة الذين احتفلوا ببلوغهم عامهم الأول بفضل العناية الآلهية وشجاعة ممرضة دفعها التزامها بقسمها المهني ورسالتها الإنسانية الى الهرب بهم من جحيم الدمار في المستشفى الذي تعمل فيه الى مستشفى أبو جودة في جل الديب بعد جولة مكوكية مضنية على المستشفيات المجاورة بهدف إيجاد حاضنات لهم.
رحلة البحث عن الحاضنة الآمنة استغرقت قطع مسافة خمسة كيلومترات ومدة ٤٥ دقيقة التقت خلالها بأشخاص حاولوا مساعدتها من دون تردد ومنهم من أعطاها قطعة من ملابسه لتغطية الأطفال لأن وفاتهم كانت محتملة في أقل من ساعة لتعرضهم للبرودة.
كثر كرّموا باميلا وتحدثت وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية عن “الممرضة البطلة” التي أنقذت حياة ثلاثة أطفال بينهم توأم من الموت المحتم إلا الدولة الغائبة دائماً عن التنويه بإنجازات أبنائها لا بل التعمية أحياناً على هذه الإنجازات.
لباميلا المقدامة نقول “شجاعتك واندفاعك هما وسام شرف على صدرك وما قمتِ به ذات رابع من آب هو الشجاعة التي تجسدت بثوب أزرق.”